تمييع الولاء والبراء أكبر تحديات المبتعثين

أكد الشيخ الدكتور علي بن عمر بادحدح المشرف على موقع إسلاميات، أن قضية تمييع عقيدة الولاء والبراء هي أكثر ما يواجه المبتعثين من شبهات، مشيرا الى أنها تحدث نتيجة اختلاطهم المستمر وغير المنضبط مع الآخرين؛ ما يذيب المعاني الإسلامية التي تقود لمجاملات تقع على حساب الدين. جاء ذلك خلال المحاضرة التي قدمها اخيرا ضمن فعاليات دورة الإعداد للابتعاث التي نظمها مركز التطوير بجامعة الملك عبد العزيز تحت عنوان “المبتعث والتواصل الحضاري”، وتطرق بادحدح في محاضرته إلى تاريخ الابتعاث في السعودية، مشيرا الى أن أول بعثة سعودية كانت لمصر في العام 1927 وكانت مكونة من 14 طالبا، لافتا الى ان الابتعاث سابقا كان مقتصرا على الدول العربية وفي تخصصات العلوم الشرعية واللغة العربية في مرحلته الأولى ثم توسع في المرحلة الثانية ليشمل أوروبا وأمريكا ومراحل التعليم العالي وفي تخصصات متنوعة، واقتصر في مرحلتة الثالثة على الدراسات العليا ثم أخيرا المرحلة الجديدة التي تم فيها التوسع في الابتعاث في كل مراحل التعليم الجامعي وفي تخصصات كثيرة حديثة.
ولفت بادحدح إلى ضرورة أن يعكس الطالب الصورة الحسنة عن الإسلام لاسيما انه قادم من بلاد عرفت لدى الغرب بأنها منبع الإسلام وقبلة المسلمين، موضحا الفرق بين التعامل الإنساني والاجتماعي والتعامل المرتبط بالعقيدة، مشيرا الى أن الإسلام سمح في تعامله حتى مع الحيوانات بل حتى في مواقف ابعد ما تكون عن الدافع الإنساني كميدان المعركة، حيث يأمر الإسلام بعدم قتل الطفل والمرأة أو الشيخ الهرم، وشدد بادحدح على أهمية إيصال هذه المعاني إلى أصحاب الديانات الأخرى وإظهار أخلاقيات التعامل لدى الإسلام؛ لأنها من أسباب التأثير في الآخرين. وحول التعامل المرتبط بالعقيدة اشار بادحدح الى انه عندما يكون التعامل مع أصحاب الديانات الأخرى مقترنا بقضية عقدية أو دينية فهنا لابد من عدم المجاراة والتقيد بالمبادئ الإسلامية؛ لأن نصرة الدين فكريا وعمليا وإظهاره في سلوكياتنا هو من صميم عقيدة الولاء والبراء. إلى ذلك استعرض الشيخ بادحدح أهم أسباب الانبهار الحضاري لدى المبتعثين، المتمثلة في انبهارهم بسيادة الانضباط في تلك الدول واحترام حقوق الإنسان، إضافة إلى التطور العلمي والتكنولوجي الذي وصلوا إليه، كما استعرض الفوائد المرجوة من الابتعاث كنقل الأساليب الإدارية والعملية في تشجيع وتنمية البحث العلمي و الانفتاح الثقافي المعرفي والقدرة على التمييز والانتقاء والتعريف بالوطن وبالرسالة الحضارية للإسلام.