حديث هذه الابنة لابد أن تتعرف عليه كل امرأة تأثرت بأفكار الحركة النسوية ولا تزال تكابر فرحة بما حققت من فرص وظيفية وخنقت مقابلها أمومتها تتابع ريبيكا ووكر ذكرياتها مع والدتها الناشطة النسوية أليس ووكر التي لم تهتم بابنتها ولا بالعناية بها منذ طفولتها بل حاولت تدجينها في المزرعة النسوية الجرداء وإشعارها أن الأمومة خرافة ولكن ابنتها خرجت عن السياق الجنوني الذي أشعلته والدتها مع اخريات في الحياة اليومية لبعض النسوة فلم يتحقق لهن الأمن الذي ينشدون ولا لهذه الأم نفسها التي قطعت علاقتها بابنتها منذ أن اخبرتها انها حامل وكما تقول: (أنا أحب أمي كثيراً، إلا أنني لم أرها أو أتحدث إليها منذ حملت. لم تر ابني قط أي حفيدها الوحيد فما هي جريمتي؟ التجرؤ على التشكيك بفكرها) ؟؟ فحين بلغت الابنة العشرينيات وتاقت إلى الأمومة بدأت الحيرة تعتريها. و شعرت بساعتها البيولوجية تدق إلا أنها خافت من إنصاتها لها لأن ذلك سيعني خيانتها لأمها ولكل ما حاولت غرسه في حياتها, ولكن رغم ذلك حملت وأنجبت وتحملت مقاطعة والدتها بل انها كتبت ما يخصها من وصيتها الى قريب لها !! إن استعراضي لما كتبته ابنة الناشطة النسوية برهان على الوجه الحقيقي لأمثال هؤلاء النسوة اللاتي اسهمن في تشويه حياة أقرب الناس اليهن ويكفي ماذا تركت أليس ووكر في نفسية ابنتها التي تؤكد عدم تواصلها مع والدتها رغم محاولاتها أن تكون ابنة محبة لهذه الأم إلا أنها لا تريد لهذه العلاقة المشوهة أن تدمر حياتها. كما حدث مع النساء اللاتي تأثرن بالفكر النسوي. فتوضح أنها تعرف أن الكثير من النساء مصدومات بآرائها التي كتبتها فهن يتوقعن من ابنة أليس ووكر رسالة مختلفة تماماً. لأن الحركة النسوية – كما تقول ريبيكا - : ( ساعدت النساء في فتح الأبواب أمامهن لارتياد المدارس والجامعات وسوق العمل. ولكن ماذا عن المشكلات التي سببتها لمثيلاتها؟ فعلى سبيل المثال أصبح الطلاق سهلا ولكن لم يفكر أحد بتأثير هذا على الأطفال؟ لأن هذا جزء من الأهداف التي جنتها الحركة النسوية. وهناك أيضا قضية عدم الإنجاب. التقى نساء في الثلاثينيات من عمرهن مترددات بشأن تأسيسهن عائلة. يقلن أموراً مثل: أرغب في إنجاب طفل. سأترك مجيئه للأقدار فأقول لهن : « اذهبن إلى المنزل وجهزن أنفسكن لأن نافذة فرصكن غدت صغيرة جداً فأنا أعلم الكثير عن هذا. ثم أقابل نساء في الأربعينيات مدمرات لأنهن قضين عقدين و هن يعملن على شهادات الدكتوراه أو يؤسسن شراكة في مؤسسة محاماة فغاب عنهن تأسيس عائلة، فبفضل الحركة النسوية قللن من شأن ساعتهن البيولوجية. لقد ضيعن الفرصة. لقد خدعت الحركة النسوية جيلاً بأكمله من النساء ليعشن بلا أطفال و هذا أمر مروع). ** إن حديث هذه الابنة لابد أن تتعرف عليه كل امرأة تأثرت بأفكار الحركة النسوية ولاتزال تكابر فرحة بما حققت من فرص وظيفية وخنقت مقابلها أمومتها. ابنة اليسا شاهد حي على العالم الحقيقي لاليسا وهي من الناشطات في الحركة النسوية التي تحارب كل من يجرؤ على التشكيك بهم وتجيء ابنتها شاهدا حاضرا تقول : ( كما تعلمت و دفعت الثمن. لا أريد أن أؤذي أمي لكن لا يمكنني التزام الصمت. أؤمن بأن الحركة النسوية تجربة و أن كل التجارب تحتاج إلى التقويم وفقاً لنتائجها. لذا فحين ترى الكثير من الأخطاء التي يدفع ثمنها تحتاج إلى تغيير خططك. أتمنى أن أتصالح وأمي يوماً ما. فدينزين - ابنها - يستحق أن تكون له جدة. إلا أنني مرتاحة جداً لابتعاد تأثير أمي على رأيي) !! تختم ريبيكا ووكر ما كتبته ونشر في الديلي ميل قبل عامين عبارة مهمة تحطم كل ما حاولت نسوة النسوية بناءه في نفوس أمثال ريبيكا وفشلن ولله الحمد . تقول ريبيكا: ( أنا امرأة مستقلة واكتشفت الأهم – العائلة السعيدة ) . ** الحركة النسوية رغم اخفاقاتها في الغرب الى الآن لأنها ضد الطبيعة البشرية في تعاليمها خصوصا التيارات الحديثة منها الممعنة في الراديكالية. وان لم يتم توضيح ذلك اعلاميا إلا أنها تنتشر للأسف عربيا من قبل بعض المتنفذات سياسيا ومن يواليهن من الليبراليات دون أن يكون لديهن الوعي بأن هذه الحركات الوضعية لن تأتي بخير على البناء الأسري في المجتمع وبالتالي على المجتمع بأكمله. أكاديمية وكاتبة [email protected]