حثّنا الإسلام على أن نحسن الظن بالآخرين، وهناك إخوة من حقهم علينا كذلك أن نشهد بعلمهم، ونعرف بفضلهم سواء كانوا أفرادًا، أو جماعة، والذين بذلوا أقصى جهدهم وتبحروا في اللغة أي -لغة القرآن الكريم- ولمّا حقق الله مقاصدهم، وأمانيهم، وتمكّنوا من هذا الفن، ظهرت بصماتهم على طلابهم، ومجتمعهم، وأمتهم. ومن أولئك الرجال: الدكتور حسن باجودة، والدكتور جميل ظفر، والدكتور فؤاد سندي، والدكتور محمد يعقوب تركستاني، والأستاذ فاروق بنجر، والدكتور صالح الزهراني. إن هؤلاء الأساتذة -جزاهم الله خيرًا- وغيرهم لهم جهد واضح في التعليم، والتأليف، والتوجيه التربوي، ولهم أيضًا كثير من المشاركات الفعّالة في الأدب، والشعر، والنثر، والصحف المحلية، وفي الإذاعة، والتلفاز.. نقول: إذا كان الأمر كذلك، فإن لديهم خبرة واسعة، ودراية كافية في النحو واللغة، اكتسبوها خلال السنوات الماضية المشرقة، وأضاءوا خلالها جنبات المدارس والجامعات حماسًا وعطاءً، ونورًا. وحان الآن أن يقدّموا عصارة تجاربهم، والتي أخذوها من أفواه مشايخهم في المساجد، والمدارس، والجامعات، واطلعوا عليها ليلاً ونهارًا في الكتب المعروفة في اللغة العربية كابن عقيل، وابن هشام، وابن جنّي، نتمنى أن يكون هذا الجهد في كتاب ملخص، أو في سلسلة مقالات تكتب في الملاحق الأدبية، والتراثية، والفكرية؛ لكي يتمكّن طلابنا، وأبناؤنا من فهم هذا العلم الدقيق، والتعمّق فيه، والذي هو مفتاح العلوم؛ لأن اللغة العربية أصبحت غريبة، ومتعلميها غرباء، وحيارى بين الفصيحة والعامية. وبعد هذا.. هل ننتظر تحرّكًا من أصحاب الشأن، والاختصاص، وذلك من أجل لغتنا المجيدة؟.. نرجو ذلك..