يلاحظ عدد من الأمهات ومدرّسات مرحلة رياض الأطفال ظهور جيل من الأطفال يتحدثون لغة عربية فصحى وبعض الكلمات الإنجليزية، وذلك لطول مكوثهم لمشاهدة الرسوم الكارتونية، حيث يتأثر الطفل بالرسم الكرتوني، ويعمد إلى تقليد ما به من لغات أو لهجات، وأوضحن أن ذلك جعل اللغة التي يتحدث بها الأطفال متعددة اللهجات والأنماط مما يتسبب في تشتت الطفل. تقول المعلمة في مدارس رياض الفيحاء بالجبيل أسماء الخالدي إنها لاحظت أن الأطفال يقحمون كلمات عربية فصيحة في حديثهم خارج الفصل الدراسي، مرجعة ذلك إلى أن الطفل يقضي طوال يومه بالمدرسة، وفي مشاهدة التلفاز، بينما مكوثه مع أهله قليل جدا بسبب انشغاله. وتضيف الخالدي أن "ذلك يعود بالإيجابية على الطفل من حيث إكسابه مهارة لغوية، وبعض الكلمات الإنجليزية"، منبهّة إلى "أهمية أن يراعي المشرفون على تلك البرامج سلامة لغتها واحتواءها على لغة رصينة فصيحة يشرف عليها مختصون باللغة العربية، حتى لا ينشأ جيل مع الوقت يتحدث كلمات غير عربية معتقدا أنها عربية، وتضيع هوية اللغة العربية، ويصعب على العربي بعد سنين فهم الكلمات الفصيحة التي هي لغتنا أصلا". وتضيف أم عبد الله وهي جدة أنها أحيانا لا تتمكن من فهم ما تريده حفيدتها حيث تتحدث كثيرا بلغة عربية فصحى، وتذكر موقفا ففي أحد الأيام طلبت منها حفيدتها فتح الصنبور، ولم تفهم في البداية أن الحفيدة تريد صنبور المياه. وعلى ذلك علقت أستاذة علم الاجتماع في وزارة التربية والتعليم زهرة الخضام وقالت إن مشاهدة الرسوم الكارتونية الأجنبية قد تعزز لغة الطفل الإنجليزية، ولكنها لا تكسبه إياها إذا لم يكن يعرف أساسياتها، كما أنها قد تضيف لمحصوله اللغوي بعض الكلمات، ولكنها تدخل على الطفل ثقافة مجتمع آخر لا تتناسب مع ثقافتنا الإسلامية. وأشارت إلى أن مشاهدة الطفل للرسوم الكارتونية باللغة العربية الفصحى تعزز داخله هذه اللغة، ويتلقاها بكل يسر، لأنها لغتنا الأم، حتى ولو كنا نتحدث باللهجة العامية في حياتنا اليومية، مضيفة أنه قبل عشر سنوات تقريبا كانت الرسوم الكارتونية جميعها مدبلجة بلغة عربية فصحى رصينة تنفع الطفل في إكسابه الكلمات الفصحى، وتوسع مداركه ومحصوله اللغوي من الكلمات الفصيحة. وأشارت إلى أن عددا من الرسوم الكارتونية تدبلج حاليا إلى لهجات عامية قد تكون خليجية أو مصرية، وهذه اللهجات لا تساعد على رفع المستوى اللغوي الفصيح لدى الأطفال، بل تقلل منه . وأضافت الخضام أن قراءة الطفل للقصص أفضل، لأنها تنمي لديه الجانب اللغوي والخيال أيضا، حيث إن الرسوم الكارتونية لا تمنحه الفرصة للتخيل كما تمنحه إياها القصة، كما أن القصة تنمي التركيز في الطفل، حيث إنه إذا سها عن فقرة من القصة، فلن يستطع فهمها لانقطاع السياق الفكري لديه، فيلجأ إلى التخيل. وقالت الخضام إن الرسوم الكارتونية تشد الطفل أكثر كون الأشياء المتحركة تجذب انتباهه أكثر من الأشياء الجامدة، ومع ذلك فإن القصة تفيد الطفل على المدى البعيد حيث تنمي مواهبه وقدراته، مشيرة إلى حاجتنا إلى دراسات عن مدى إقبال الطفل في المجتمع السعودي على قراءة القصص.