لا يبدو حتى الآن أن طبيب العيون السوري د. بشار الأسد يستطيع أن يرى ما حوله، أوما تحته أوما ينتظره، فأداء الحكم في سوريا يقطع بأن النظام بات كفيفًا، لا يملك لا البصر، ولا البصيرة، ليتدبر مصيره بحكمة، قد تعينه على تقليص خسائره، والإفلات من مصير محتوم، لن يختلف كثيرًا عن مصير نظيره الليبي معمر القذافي. المعارك الدائرة الآن بين قوات النظام والجيش السوري الحر، تقطع بعجز النظام عن إلحاق هزيمة بمعارضيه الذين يزدادون مع الوقت عددا وعدة وخبرة قتال، وعمليات الانشقاق داخل النظام بلغت مستوى لم يعد بوسع الأسد تجاهله، وإن بدا تفسير الرئيس السوري للانشقاقات مثيرًا للشفقة، فهو يراها- كما قال في آخر خطبه- عملية تطهير ذاتي لجهاز السلطة والجيش في سوريا، لكن عملية التطهير الذاتي تلك طالت أخيرًا -طبقا لتقارير إعلامية- بشرى حافظ الأسد شقيقة بشار الوحيدة، وأرملة ساعده الأيمن العماد آصف شوكت، الذي بترته عملية للجيش الحر استهدفت مقرًا أمنيا كانت تجتمع فيه خلية أزمة ضمت آصف شوكت بين آخرين. نجاح الثوار في مد المواجهة المسلحة مع النظام إلى مسقط رأس الأسد في اللاذقية، ينبىء بقرب سقوط رأس النظام، تماما مثلما ينبئ بعجز بشار الأسد عن رؤية الخطر المحدق به، وإصراره على الهروب إلى الأمام، بالمضي في أعمال القتل والتدمير والتخريب في كافة مناطق سوريا دون استثناء. انشقاق شقيقة الأسد وهروبها خارج سوريا بصحبة أبنائها، قد يكون إحدى علامات النهاية الوشيكة، لواحد من أخطر وأكثر الأنظمة استبدادًا وإجرامًا في التاريخ الحديث، وهو تطور له ما بعده، الأمر الذي يقتضي من الثوار ومن المحيط الإقليمي لسوريا التزام كامل الحيطة والحذر، فالنظام الذي يقاتل معركته الأخيرة، لن يتورع عن استخدام أحط الأساليب وأقذر الأسلحة، للإفلات بجلده من كارثة محدقة ونهاية حتمية. لا تقلبوا في صفحات التقويم فعمر النظام في سوريا لن يكون شهورًا أو أسابيع أو حتى أيامًا، بل انظروا في ساعاتكم لترصدوا النهاية الحتمية لنظام فضل إبادة شعبه، عن التخلى عن سلطة انتزعها دون وجه حق.