شكا عدد من أيتام إحدى الدور الخيرية بجدة من الشتات الذي يعانونه بعد انقضاء فترة رعايتهم وقطع المصروف المالي الذي يعينهم على مواصلة الحياة. وقالوا للمدينة إن مالكة الدور الخيرية تنازلت «بشكل غير رسمي» إلى الشؤون الاجتماعية بعد بلوغهم «المرحلة الثانوية»، وطالبت منهم ترك الدار دون ضمانة، وتحديد لمسار حياتهم المستقبلية، الأمر الذي قذف بهم في العراء، يستهلكون يومهم بحثًا عن لقمة العيش. «المدينة» التقت نزلاء الدار، واستمعت لمرئياتهم. المسكن والمأكل حسن قال: إن المعاملة من قِبل صاحبة الدار والعاملين بها كانت على النحو الأمثل في البدايات، ثم أخذت تتغيّر شيئًا فشيئًا حتى زجوا خارج الأبواب. وذكرت صاحبة الدار أنها لا حاجة لها بهم دون تنازل رسمي يضمن لهم تعامل الشؤون الاجتماعية معهم على نحو رسمي. وذكر حسن أنه الآن وإخوته يعيشون مشتتين، كل بجانب يعمل طيلة يومه فقط لتوفير المسكن والمأكل بين حين وآخر!! بين الدار والاجتماعية وقال حسن ماجد إنهم منذ نشأتهم وهم بدار خيرية تعود ملكيتها لسيدة فاضلة، كانت تعاملهم كأم لهم، إلاّ أنها كثيرًا ما توكل أمورهم للعاملين بالدار، والذين لم يكن بعضهم متقبلاً لخدمتهم، والقيام بها، حيث تعرض هو وجميع مَن معه لتعنيف مستمر من قبل عدد من العاملين في صغرهم، إلاّ أن جميع مستلزماتهم كانت توفر لهم أولاً بأول حتى تخرّجهم في المرحلة الثانوية، حيث بدأت معاناتهم ولم يتقاضوا مستحقاتهم منذ ذلك الوقت، منذ قرابة ست سنوات، كما قررت السيدة التنا زل عنهم، وطالبت بمغادرتهم دون الإقرار بذلك لدى وزارة الشؤون الاجتماعية لتقوم بمتابعة أوضاعهم. وذكر ماجد بأنه تقدم بعدد من الشكاوى بوزارة الشؤون الاجتماعية، وقام بزيارات لمسؤوليها الذين طالبوه بالعودة، والحديث مع مسؤولي الدار الخيرية؛ كونه لايزال والنزلاء معه تحت كفالتهم حتى أصبحوا حائرين بين الدار والشؤون الاجتماعية. حياة الشتات وعن حالتهم الراهنة أكد ماجد على أنه قطع دراسته، والتحق بوظيفة بمرتب بسيط للحصول على إيجار لشقة سكنية يقطن بها مع عدد من الشبان، وأنه بنهاية كل شهر يجد مصاعب حتى في الحصول على الطعام أحيانًا. وعن بقية مَن كانوا بالدار معه قال منهم مَن غادر، ومنهم مَن بقي، ومنهم مَن طالب وأخذ مستحقاته من مالكة الدار. التربية النموذجية من جانبه ذكر مدير فرع وزارة الشؤون الاجتماعية بمنطقة مكةالمكرمة عبدالله آل طاوي أن النزلاء يجدون متابعة من الوزارة منذ كفالة السيدة لهم بالدار الخيرية، وأنهم وجدوا كامل الرعاية والعناية منذ طفولتهم، وتوفر لهم الملبس، والمسكن، والعاملين المؤهلين من عدة دول، وأن مصروفهم المالي كان يُؤدّى لهم أولاً بأول إلاّ عندما كبروا، فقررت الدار التنازل عنهم، مشيرًا إلى أنه يجري الآن العمل على إدراجهم بمؤسسة التربية النموذجية، وتصحيح أوضاعهم.