* يواجه الغرب بمؤسساته المختلفة مأزقاً حضارياً وفكرياً وإعلامياً بسبب جموح وسائل الإعلام المختلفة وعدم انضباطها مما تسبب في قضايا طالت شخصيات هامة وكان آخرها الأمير هاري Harry، حفيد الملكة البريطانية اليزابيث وذلك عندما رصدته كاميرات الصحافة في منتجع بمدينة Las Vegas وهو في وضع غير أخلاقي، وتم بيع تلك الصور بمبلغ يقدر ب"مائة ألف جنيه استرليني" وقامت صحيفة الصن The Sun بنشرها، وكأن ناشر مجموعة الصن الصحافية روبرت مردوخ يصفي حساباً مع الحكومة البريطانية بسبب الكشف عن تورط صحفه في التنصت على شخصيات هامة. * ولم تفلح جهود الجهات المسؤولة في إقناع لجنة الشكاوى الصحافية بتدخلها لمنع التعدي على الحياة الخاصة لهذه الشخصية التي تنتسب للعائلة المالكة التي تحظى بمنزلة خاصة في نفوس الشعب البريطاني، كما جاء تصريح وزير الثقافة البريطاني جيرمي هنت Jermy – Hunt، مخيباً لآمال المتعاطفين مع الأمير هاري، حيث ذكر أنه في الوقت الذي لا يرى سبباً مقنعاً لنشر مثل هذه الصور الخاصة إلا أنه يثق في رؤية وحصافة محرر أي مطبوعة في النشر من عدمه لأي مادة صحافية انطلاقاً من مبدأ الحرية الإعلامية. * ولم تنته ذيول هذه القضية حتى تفاجأ الوسط الصحافي بأن الأمير "ويليام" الأخ الأكبر للأمير هاري تعرض هو الآخر لقرصنة صحافية في المنتجع الذي يقيم فيه مع زوجته في كندا (عن قضية الأمير هاري أنظر: الويكلي تلغراف، September, 5, 11, 2012)، وإذا كان المجتمع الغربي حريص على عدم تشويه صور الشخصيات والرموز التي يدين لها بالحب والولاء، فإن لأتباع الدين الإسلامي في جميع أنحاء العالم الحق بأن يشعروا بكثير من الإحباط والغضب فيما يتم تداوله - زوراً وبهتاناً -عن نبيهم وقدوتهم الذي جاء بالوحي الذي يحترم جميع الديانات والرسل، وهم على حق بمطالبات سلمية تنصفهم من جموح هذا الإعلام.