** مثلُ أيِّ تيارٍ، أو مؤسسةٍ متشددةٍ يمينية كانت، أو يسارية، فإنها تجمع نحو البحث والتفتيش في حياة الناس وخصوصياتهم، وهذا ما حدث بالفعل في الفضيحة التي طالت شركة، أو إمبراطورية «مردوخ» الإعلامية، وتجاوزت الفضيحة غير الأخلاقية الفنانين، والجنود، والشخصيات الشهيرة؛ لتطال عددًا من أفراد الأسرة المالكة، بما فيهم ولي العهد البريطاني، ولتدق أبواب (10) دواننغ ستريت، حيث تنقل «الجارديان ويكلي» 15-21 يوليو 2011م عن رئيس الوزراء البريطاني السابق «جوردون براون» أنه بعد ولادة ابنه Fraser في عام 2006م، اتّصل محرر صحيفة الصن بزوجته «سارة» ليخبرها في تحدٍّ بأن الصحيفة لديها معلومات سرية أُخذت من الملف الطبي الخاص بالعائلة، تُشير إلى أن ابنهم يعاني من تليّف في الأمعاء. وعندما سأله أحد الصحافيين: كيف كانت ردّة فعله هو وزوجته؟ فأجاب: «الدموع». ** وتجاوز الأمر إلى ما هو أسوأ، وذلك بأن صحيفة مثل «الصنداي تايمز»، والتي يملكها «مردوخ» اخترقت حساباته البنكية، واصفًا ما قامت به الصحف البريطانية التابعة لشركة «مردوخ» بأنها تستعين بمجرمين، وليس بصحافيين! وأشار «براون» في مقابلة تليفزيونية أجرتها معه قناة «بي.بي.سي» العالمية بأن مردوخ طلب في لقاء سابق معه في «داوننغ ستريت» عدم إصدار قانون يحدّ من جموح القنوات الإعلامية، والحقيقة التي لم يجرؤ «براون» على الاقتراب منها، فضلاً عن البوح بها، هي أن التوجّه اليميني المتشدد، والأيديولوجية المتطرّفة التي استحوذت على عقلية «مردوخ» كانت وراء هذه الفضيحة، التي طالت سمعته في شارع الصحافة، ليس في بريطانيا فقط.. ولكن لتشمل دولاً أخرى مثل الولاياتالمتحدةالأمريكية، ولعلّه من الغريب جدًّا أن مقتل فتاة تبلغ من العمر 13 عامًا تُدعى Milly Dowler كان الشرارة الأولى، حيث استخدمت «نيوز أوف ذي وورلد» العلبة الصوتية لهاتفها المحمول؛ لتعرف أسرار إحدى ضحايا العنف، كان حادث التنصّت على أسرارها هو الذي كشف المستور من الوجه القبيح لصحافة مردوخ. للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (70) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain