أكد مصدر رفيع المستوى في الحكومة اليمنية، أمس أن تواجد وحدة صغيرة من قوات مشاة البحرية الأمريكية «مارينز» لحماية موظفي سفارة واشنطن بصنعاء، يرجع إلى عهد النظام السابق في البلاد، وأن تعزيز هذه الوحدة بما لا يزيد عن 50 جندياً، يأتي في ظل التطورات الأخيرة وما تسببه دخول محتجين الخميس الماضي إلى فناء السفارة والقيام بأعمال شغب وتخريب. وقال المصدر في تصريح بثته وكالة الأنباء الرسمية (سبأ) «إن تواجد قوات من المارينز (مؤقت) وبمجرد انضباط الحالة الأمنية في البلاد ستغادر تلك الوحدة فورًا»، موضحاً أن مهمتها هى التأمين الشخصي لأعضاء البعثة الدبلوماسية الأمريكية العاملة باليمن. وأعاد المصدر الحكومي أسباب ذلك إلى أن حالة الانقسام القائم في المؤسستين الأمنية والعسكرية والذي تسبب في ضعف الفاعلية في حماية السفارة الأمريكية، ومكن عدد من المحتجين من اقتحامها، وهو الأمر الذي استدعى تعزيز حماية موظفي السفارة «على حد قوله». ودعا المصدر الحكومي الرفيع إلى تضافر كافة الجهود المخلصة في سبيل توحيد المؤسستين الأمنية والعسكرية في البلاد وإعادة هيكلتها وبناءها على أسس وطنية، بعيدًا عن الولاءات الضيقة، بما يضمن كفاءتها وفاعليتها في توفير الأمن والطمأنينة والحماية، لكافة المواطنين والمقيمين على حد سواء، بما في ذلك البعثات الدبلوماسية الأجنبية في البلاد. وبشأن مطالبة مجلس النواب اليمني برحيل تلك الوحدة من «المارينز»، أكد المصدر تفهم الجانب الحكومي لهذه المطالب، مشيرًا إلى أن موقفي الحكومة والبرلمان متطابقان فيما يخص عدم قبول أي تواجد قوات أجنبية في البلاد، وأن ما هو قائم يعد «حالة استثنائية مؤقتة». وقال «الخيارات كانت أمام السلطات الرسمية خيارات صعبة من ضمنها إغلاق السفارة»، مشيرًا إلى أن «تقبل اليمن بإغلاق السفارة الأمريكية سيترتب عليه إغلاق سفارات أخرى، مما يشكل أضرارًا بالغة على المصالح الوطنية وفرض عزلة على اليمن، ولذلك كان الخيار الأقل ضررًا تحمل قبول هذه الوحدة من المارينز مؤقتًا، لتعزيز الطمأنينة لدى موظفي السفارة». وكانت مصادر أمنية وعسكرية يمنية قد أكدت ل»المدينة» في وقت سابق وصول 200 مدرعة عسكرية تابعة لقوات «المارينز» الأمريكية لصنعاء، غير أن المصدر الحكومي نفى ذلك، قائلا «السيارات التي دخلت هي سيارات شخصية تابعة لموظفي السفارة وتقدر بحوالي 20 سيارة مدرعة، وهي بديلة عن بعض تلك السيارات التي تم إتلافها أثناء اقتحام محتجين مبنى السفارة الخميس الماضي». وكان قد أكد مصدر ملاحي يمني في مطار صنعاء أمس أن دفعة جديدة من «المارينز» وصلت صنعاء الليلة الماضية، لتعزيز حماية سفارة واشنطن، وقال»إن دفعة جديدة تابعة لقوات «المارينز» وصلت مطار صنعاء واتجهت صوب السفارة الأمريكية الواقعة في حي «سعوان» بصنعاء، مضيفًا «القوة التي وصلت يقدر قوامها ب100 جندي أمريكي». وكانت الدفعة الأولى من قوات المارينز الأمريكي وقوامها 50 جنديًا يتبعون الأمريكية وصلوا إلي صنعاء، ليلة الخميس / الجمعة، وذلك لحماية سفارة واشنطن، عقب اقتحامها على خلفية فيلم أمريكي مسيء للرسول محمد (ص) وللإسلام. وتمكن محتجون غاضبون يوم الخميس الماضي من اقتحام السفارة الأمريكية بصنعاء والقيام بأعمال شغب وتخريب، أسفر عنها مقتل 4 مدنيين، وجرح 48 آخرين بينهم 10 من رجال الأمن في أحداث اقتحام السفارة الأمريكية بصنعاء. وطالب البرلمان اليمني أمس السبت برحيل وحدة «المارينز» الأمريكية التي أعلن وصولها البلاد أخيرا، مؤكدا عدم قبوله بأي تواجد أجنبي على الأراضي اليمنية تحت أي ذريعة.