واصل اليمنيون المظاهرات والاحتجاجات في العاصمة اليمنية صنعاء وعموم المدن الرئيسة، تنديدا بالفيلم الأمريكي المسيء للرسول محمد صلى الله عليه وسلم، واحتشد أمس الجمعة، عشرات الآلاف من اليمنيين في شارع الستين المجاور لمنزل الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، غرب العاصمة صنعاء، في جمعة أطلق عليها جمعة «رسول الرحمة والسلام»، كما تظاهرت الجماهير اليمنية في مدينة تعز، أولى المدن اليمنية تعدادًا سكانيًا وتجمهرًا لمناصرة المطالب الشعبية، والتظاهرات المنددة بالفيلم المسيء للرسول الأعظم، التي دعت لها اللجنة التنظيمية للثورة الشبابية الشعبية السلمية، شهدتها عواصم محافظات كلا من عدن وحضرموت والحديدة وإب والبيضاء وذمار وصعدة وعمران وشبوة. وأكدت مصادر أمنية في مطار صنعاء الدولي ل»المدينة» أن 52 فردًا من قوات المارينز الأمريكية وصلوا مطار صنعاء العسكري عند الساعة الثامنة من مساء أمس الخميس، مؤكدة أن عبدالملك الدرة ومعه مندوب الأمن القومي كانا في استقبال الجنود الأمريكان على أرض المطار. واعتبرت المصادر أن تعزيزات المارنز الأمريكي جاءت تحسبًا من تكرار اقتحام السفارة الأمريكية في مظاهرة أمس الجمعة، وبالتزامن مع تأكيد البيت الابيض في بذل ما بوسعها لحماية الأمريكيين في اليمن، وقال جاي كارني - المتحدث باسم البيت الأبيض: «نحن نبذل أقصى ما بوسعنا لضمان حماية وسلامة وأمن الموظفين» ، مضيفًا: إن الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي وعد بعدم تساهل حكومته مع العنف. وقال شهود عيان: «إن قوات مكافحة الشغب والقوات الخاصة انتشرت في وقت مبكر من صباح أمس الجمعة والأحياء المحيطة بالسفارة الأمريكية بحي الشيراتون ومنطقة سعوان، شمال العاصمة صنعاء، وفرقت متظاهرين حاولوا الاقتراب من السفارة الأمريكية واقتحامها وفي سياق متصل، تلقى الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي اتصالاً هاتفيًا ثانيًا في أقل من 24 ساعة، من الرئيس الأمريكي باراك أوباما، والذي عبر فيه الأخير عبر عن إدانته الكاملة لأي أعمال تمس تعاليم وجوهر الدين الإسلامي أوأي ديانة سماوية أخرى. وبحسب ما نقلته وكالة الأنباء اليمنية(سبأ) أمس أن أوباما عبر عن الأسف لما سببته الأحداث واستخدام العنف ضد السفارة الأمريكية.. مشيرًا إلى أن هذه المرافق ليس لها علاقة، ولا الحكومة الأمريكية بما سببته تلك الإساءة. وأشار إلى أن تلك الأحداث لن تؤثر على طبيعة العلاقات الممتازة والطيبة بين البلدين الصديقين خصوصًا وأن اليمن يمر بمرحلة حساسة وتحول ديمقراطي. من جانبه عبر هادي مجددًا عن أسفه لما حدث، وأكد أهمية تعزيز الأمن في السفارة الأمريكية من أجل عدم تكرار الاعتداء عليها. وجاءت احتجاجات أمس الجمعة بعد يوم دامٍ شهدته العاصمة اليمنية بين قوات الأمن اليمنية ومحتجين غاضبين اقتحموا السفارة الأمريكية بصنعاء دون أن تمنعهم قوات الحماية الأمنية التي لم تكن بالمستوى المطلوب، وأحرقوا بعض ملحقاتها وسيارتها ومستلزمات، وقد أدى ذلك إلى تدخل قوات مكافحة الشغب والقوات الخاصة لإخراجهم من حوش السفارة وتفريقهم مستخدمة الرصاص الحي والغازات المسيلة للدموع وخراطيم المياه،