قتل متظاهر يمني وأصيب عشرات آخرون بجروح عندما استخدمت قوات الأمن اليمنية الرصاص الحي والمطاطي وقنابل الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه لمنع مئات المحتجين على فيلم مسيء إلى الإسلام من الوصول إلى مبنى السفارة الأميركية في صنعاء، بعدما كانت أقفلت جميع الشوارع المؤدية إليه منذ أول من أمس، في حين أعلنت الولاياتالمتحدة أنها أرسلت قوة من مشاة البحرية «مارينز» إلى العاصمة اليمنية لتأمين الحماية للمنشآت الديبلوماسية الأميركية. وقالت مصادر أمنية ل «الحياة» إن شخصاً قتل وأصيب عدد آخر بجروح، ما يرفع حصيلة المواجهات بين قوات الأمن والمتظاهرين في محيط السفارة إلى خمسة قتلى وأكثر من ثلاثين جريحاً منذ الخميس. وأضافت المصادر نفسها أن قوات الأمن نجحت في إبقاء المتظاهرين على بعد أكثر من 500 متر من المبنى، وأنها أطلقت رشقات نارية في الهواء لتحذيرهم ومنعهم من التقدم. وكانت وزارة الداخلية عززت إجراءات الأمن، وفرضت قوات من الشرطة العسكرية والجيش طوقا محكماً في محيط السفارة، مغلقة كافة الشوارع والمنافذ المؤدية إليها تحسباً لتظاهرات اليوم، لكن المتظاهرين تجمعوا على رغم ذلك مرددين هتافات معادية للولايات المتحدة وملوحين بلافتات تدعو إلى طرد السفير الأميركي. واستنكرت القيادات السياسية اليمنية بمختلف توجهاتها اللجوء إلى العنف للتعبير عن إدانة الفيلم المسيء، وتلقى الرئيس عبد ربه منصور هادي اتصالاً من الرئيس الأميركي باراك أوباما الذي عبر عن إدانته الكاملة لأي أعمال تمس تعاليم وجوهر الدين الاسلامي او اي ديانة سماوية اخرى. وقالت «وكالة الأنباء اليمنية» إن أوباما «أعرب عن الأسف لما سببته الأحداث واستخدام العنف ضد السفارة الأميركية»، مشيراً إلى أن «هذه المرافق ليس لها علاقة، ولا الحكومة الأميركية، بما سببته تلك الإساءة». وشدد على أن هذه «الأحداث لن تؤثر في طبيعة العلاقات الممتازة والطيبة بين البلدين الصديقين، خصوصاً أن اليمن يمر بمرحلة حساسة وتحول ديموقراطي». وأضافت الوكالة أن هادي «عبر مجدداً عن الأسف لما حدث، وأكد أهمية تعزيز الأمن في محيط السفارة الأميركية من أجل عدم تكرار الاعتداء عليها». وكان متظاهرون تمكنوا الخميس من اقتحام باحة السفارة وأشعلوا النيران في عدد من السيارات التابعة لها وحطموا بعض التجهيزات ونهبوا بعضها الآخر، قبل أن تتمكن قوات الأمن من طردهم وإبعادهم عن المبنى. ولم يصب أي من الموظفين الأميركيين بأذى، لكن السفارة أبلغت رعاياها بأنها تتوقع المزيد من الاحتجاجات وأنها ستوقف خدماتها القنصلية اليوم، علما أنها تغلق أبوابها عادة يومي الخميس والجمعة. وفي واشنطن، قال مسؤول أميركي إن وزارة الدفاع (البنتاغون) أرسلت فرقة من مشاة البحرية (مارينز) إلى اليمن للمساهمة في حماية المنشآت الديبلوماسية الأميركية في هذا البلد. ومعروف أن سفناً حربية أميركية ترابط قبالة السواحل اليمنية وتنطلق منها طائرات من دون طيار لشن غارات على قياديي تنظيم «القاعدة» في اليمن ومواقعه.