طويت صفحة تأجيل ديربي جدة بين الاتحاد والأهلي، غير أن الاتحاديين وغيرهم سيظلون يترقّبون حدثًا مشابهًا لتفتح الصفحات من جديد، فليس من المعقول أن يمر الموضوع مرور الكرام، لاسيما وأن أحداثًا سابقة يتذكّرها الجميع حين رفض التأجيل للاتحاد في ذات المهمة الآسيوية، ودفع الفريق ثمن ذلك إصابات وإرهاقا وسوء نتائج، والكرة الآن في ملعب الاتحاد المؤقت، ويجب على الأستاذ «أحمد عيد» أن يعي ذلك جيدًا، فالرجل له كل الاحترام، ولكن يجب أن يتعامل مع الجميع بمكيال واحد، وموقف ثابت ورؤية صحيحة واستعبار مصالح الجميع، دون تقديم أو تأخير أو مفاضلة تسمح بالتأول أوالتقصد، ما يعني أن أمام اتحاد الكرة مواقف مستقبلية كثيرة تتطلب توخِّي الحذر والحيطة، لئلا يأتي النقد في غير محله، ويسود العدل والصفاء والمساواة بين الجميع دون تفريق بين مسابقة وأخرى، وناد وآخر، لأن خيمة العدل لابد وأن تظلل الجميع دونما تفريق، ارتكازًا على ميزتي الزمان والمكان، حتى وإن كان القسوة أو الظلم يظللان الجميع، فالظلم حينها مساواة، والمساواة تعني انضباط الآلية، والقانون هو القانون، مهما اختلفت الأحداث وتنوعت الأسباب، ومن يدري فقد يكون التأجيل في غير صالح الأهلي، وفي مكاسب الاتحاد والعكس صحيح، وكان من المفترض أن يُحترم الرأي الاتحادي أولاً وأخيرًا، لأنه لم يتطرق إلى التأجيل، ولم يرغب فيه على اعتبار أن (الديربي) خير استعداد للآسيوية، وها هو الاتحاد يتعذّر بألم على لسان مدربه (كانيدا) أنه يحتاج للقاء ودي يحفظ على اللاعبين استعدادهم ولياقتهم، وحساسية المباريات، والتعاطي مع الحدث الآسيوي بكل قوة، وذات الحال ينطبق على الأهلي، لأن الحق مشروع، وهو أمر يفترض أنه مشترك بين الناديين، ويفترض أن يكون الأهلاويون قد بدأوا تعاطي هذا الأمر مع الاتحاديين عن طريق القيادات، غير أنهم تجاوزوا هذا العرف ونالوا ما كانوا يتمنون، ووصل الإحباط حده عند الطرف الآخر، وتم التأجيل، وظني أنه بغير رضا الاتحاديين، الذين يقفون على ذات الخط أمام مواجهة آسيوية تساوي ذات الوزن أمام المهمة الآسيوية الأهلاوية، وكل ما دار وما سيدور في انتظار الدفة الأخرى من هذا الملف الساخن، ويبقى السؤال الحائر: هل سيكون هذا اللقاء المؤجل حسب مزاج اتحاد الكرة أم باتفاق الناديين..؟!