تجددت البارحة المواجهات بين قوات الأمن اليمنية والمتظاهرين المحتجين على عرض الفيلم المسيء للإسلام، الذين توزعوا على أحياء منطقة سعوان، حيث يوجد مقر السفارة الأمريكية في الضاحية الشرقية للعاصمة صنعاء. وأفاد مسؤول أمني يمني أن المواجهات التي بدأت صباحا وتواصلت حتى المساء أدت الى مقتل أربعة أشخاص وإصابة 34 آخرين. وحسب مصادر طبية فإن أحد القتلى قتل في الحال إثر إصابته برصاصة اخترقت بطنه، في حين توفى قتيلين آخرين بعد نقلهما الى مستشفيي الثورة والشرطة. وفيما كانت الدوريات العسكرية تجوب محيط السفارة، استخدمت قوات مكافحة الشغب الرصاص الحي في مطاردة المحتجين الى الأحياء الخلفية. كما استخدمت القنابل المسيلة للدموع لتفريقهم. بينما اعتلى جنود من مشاة البحرية الأمريكية «المارينز» أسطح البنايات المجاورة للسفارة وفندق شيراتون، تحسبا لأي محاولة اقتحام أخرى لمقر السفارة التي تم إجلاء الدبلوماسيين منها إلى أماكن متعددة إثر اقتحامها صباح أمس، حيث تمكن المئات من المحتجين من إحراق عدد من السيارات ونهب محتويات السفارة من الأثاث والأجهزة الإلكترونية وأنزلوا العلم الأمريكي عن بوابة السفارة واستبداله بيافطة كتب عليها «لا إله إلا الله محمد رسول الله». ومن غير المعلوم ما إذا كان السفير الامريكي جيرالد فاير ستاين لا يزال في منزله الواقع في وسط مقر السفارة أم غادره. وأدان الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي الهجوم وشكل لجنة للتحقيق في ملابساته. ووصف السكرتير الإعلامي للرئيس اليمني يحيى العراسي مقتحمي السفارة الأمريكية بأنهم مجاميع همجية لا تعبر عن الشعب اليمني وثقافته وحضارته. وقال العراسي في تصريح ل«عكاظ»: الرئيس هادي مستاء جدا ووجه وزير الداخلية بوضع الاحترازات المناسبة ووضع حد لمثل هذه الأعمال، كما وجه بسرعة تشكيل لجنة تحقيق في أسباب التساهل الأمني وعدم وضع احترازات أمنية مسبقة، مرجعا تلك الأعمال إلى الانقسام الحاصل داخل الجيش والأمن اليمني. وفي واشنطن ذكر البيت الأبيض أنه يبذل أقصى ما بوسعه لحماية الدبلوماسيين الأمريكيين في اليمن. وقال جاي كارني المتحدث باسم البيت الأبيض نحن نبذل أقصى ما بوسعنا لضمان حماية وسلامة وأمن الموظفين، مضيفا ان الرئيس اليمني وعد بأن لا تتساهل حكومته مع العنف. كما أدانت المفوضية السامية للشؤون الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي كاترين آشتون بأشد العبارات الهجوم على السفارة الأمريكية في صنعاء، وحثت السلطات اليمنية على تعزيز أمن البعثات الأوروبية وحماية الدبلوماسيين.