أغلق مستشفى الانصار بالمدينة أقسام العمليات والأشعة بعد انهيار مبنى مجاور حفاظا على سلامة المرضى والمنومين وكان خطأ هندسي في عملية إزالة أحد المباني السكنية المجاورة لمستشفى الانصار من قبل أحد المقاولين قد تسبب فى انهيار خاطئ نتج عنه سقوط جدار المبنى الذي تتم ازالته وأجزاء كبيرة منه على الجهة الخلفية لمستشفى الأنصار بالمدينةالمنورة الملاصق له محدثة صوت دوي داخل أرجاء المستشفى نتيجة الارتطام وتلفيات أصابت عددا من الأقسام الخلفية للمستشفى فتم إغلاقها من قبل إدارة المستشفى كإجراء احترازي عاجل حفاظا على سلامة المرضى والعاملين بها حيث تم إغلاق كل من قسم العيادات الخارجية وقسم العمليات وقسم الأشعة في حين لم يوضح مدير مستشفى الأنصار الدكتور فريد النزهة نوعية التلفيات أو حجم الأضرار واكتفى بوصفها بالبسيطة. لفت نظر وأشار الى أن الإغلاق تم من قبل مجلس إدارة المستشفى بعد التنسيق مع الجهات المعنية مؤكدا أنه تم توجيه لفت نظر للمقاول القائم بأعمال الإزالة وأن الإغلاق هو إجراء مؤقت لحين الانتهاء من جميع أعمال الهدم والإزالة للعقارات المحيطة بالمستشفى، كما طمأن الدكتور النزهة المراجعين باستمرار تقديم خدمات قسمين من الأقسام المغلقة موضحا أنه يتم خدمة مراجعي العيادات الخارجية داخل المستشفى كما يتم تنفيذ إجراءات الأشعة في قسم الطوارئ بالمستشفى. إغلاق بالسلاسل «المدينة» تجولت داخل أروقة المستشفى بعد وقوع الحادثة ورصدت إغلاق الممرات المؤدية للأقسام المتضررة المغلقة بالسلاسل المعدنية مع وجود حراسات أمنية عسكرية وأخرى خاصة عند مداخل الأقسام على مدار الساعة تقوم على منع دخول أي مراجع أو عامل لتلك الأقسام وخصوصا كاميرات الصحف. فيما كشفت مصادر داخل المستشفى ل»المدينة» أن أبرز التلفيات التي وقعت نتيجة الارتطام هي أجهزة التكييف في الأقسام المغلقة، كما رصدت «المدينة» خلال جولتها فصل التيار الكهربائي عن الأقسام المغلقة بينما لم يتحدد إن كان الفصل أحد الأضرار الناتجة عن الحادثة أم إجراء احترازي إداري نفذته إدارة المستشفى، وعن باقي أقسام المستشفى فكان العمل يسير بصورة طبيعية من الخارج وتحديدا من موقع الإزالة. مبنى متهالك في ذات السياق عبر عدد من المراجعين عن تخوفهم مما قد يقع بسبب تهالك وقدم مبنى المستشفى مؤكدين استياءهم الشديد مما وصفوه بعدم اهتمام من وزارة الصحة بالمستشفى الذي يقدم خدماته لشريحة كبيرة جدا من أهالي المدينةالمنورة مواطنين ومقيمين كونه المستشفى الحكومي الوحيد في منطقة عمرانية كبيرة ذات كثافة سكانية عالية جدا إضافة إلى أنه المستشفى الذي يخدم مئات الآلاف من المعتمرين والحجيج كل عام فهو الأقرب لمركز تجمع أعداد هائلة من البشر ألا وهو الحرم النبوي الشريف ففي حين تباينت آراؤهم حول كفاءة الكادر الطبي للمستشفى بأغلبية إيجابية ساحقة اتفق الجميع بنسبة كاملة على قدم هيكل المستشفى المتهالك وصغر حجمه وضيق المواقف إضافة إلى قلة وضعف الوسائل والأجهزة الطبية بالمستشفى. الوسائل غير مجديه محمود شقرون أحد المراجعين للمستشفى قال: لا يحتاج مستشفى الأنصار إلى أسباب خارجية لنتوقع سقوطه فمبناه متهالك ولم يسبق لي أن أحسست براحة عند قدومي له فبالرغم من بشاشة واحترافية الكادر الطبي والإداري بالمستشفى إلا أنني دائما ما أصطدم بأزمة المواقف والازدحام أمام بوابة غرفة الطوارئ فالمبنى صغير جدا والممرات ضيقة مقابل أعداد هائلة تجدها متى ما جئت للمستشفى بحثا عن العلاج. وقال عبدالعزيز الأحمدي اجتهاد الكادر الطبي واضح لكن ما الفائدة إن كانت الوسائل التي يستخدمونها ضعيفة وغير مجدية فأغلبها قديم أو بسيط لا يجاري الأجهزة المتطورة في باقي المستشفيات. الدكتور ياسين الأحمدي أحد الأطباء من زوار المدينةالمنورة القادمين من الرياض أثناء مراجعته للمستشفى بغرض الحصول على أحد الأدوية لانتهاء ما لديه منها يقول لم أجد إجراء طبيا أحتاجه إلا ونفذته الكوادر الطبية بدقة إلا أنني صعقت حينما أرشدني بعض رجال المرور إلى هذا المبني وعرفوه بأنه مستشفى فالمبنى متهالك وصغير جدا وإمكانية إيجاد موقف تعد مهمة مستحيلة فمن الخزي أن يكون هذا المبنى هو من يقدم الخدمات الطبية للمواطنين فكيف بمئات الآلاف من الزوار والمعتمرين والحجاج القادمين من مختلف بقاع الأرض ومن الضروري على وزارة الصحة سرعة إيجاد بديل يليق بما تقدمه المملكة من خدمات على مختلف المستويات. أما سفيان الرحيلي أحد المراجعين فيقول مهما أصابني أو أصاب أهلي من عارض صحي في المواسم كرمضان والحج فإني أتجنب زيارة مستشفى الأنصار بالرغم من أن منزلي يبعد عنه أقل من خمسة دقائق بالسيارة فأبحث عن العلاج في المستشفيات البعيدة لأنك ستجده مكتظا جدا بالمعتمرين أو الحجاج وبالرغم من حجم العمل الذي يقدمه المستشفى إلا أن وزارة الصحة تتناساه ولا تعطيه أي أهمية فعلية فمنذ سنوات والمبنى صغير جدا مقارنة بما يقدمه من خدمات. من جانبه علق الدكتور فريد النزهة مدير مستشفى الأنصار عما رصدته «المدينة» من شكاوي قائلا هنالك توجه من قبل المديرية العامة للشؤون الصحية بمنطقة المدينةالمنورة لإنشاء مبنى جديد لمستشفى الأنصار بالمنطقة المركزية بسعة 200 سرير ليكون بديلًا لمبنى المستشفى الحالي، فيما أرجع النزهة سبب زيادة المراجعين إلى وقوعه في قلب المدينةالمنورة بالمنطقة المركزية وعن الإشادة بمستوى الكوادر الطبية بين النزهة أن المستشفى حصل مؤخرًا على شهادة المجلس المركزي لاعتماد المنشآت الصحية «سباهى CBAHI» بجهود العاملين بالمستشفى.