اعتبرت الشاعرة السودانية روضة الحاج أن تتويجها بلقب «شاعر عكاظ» لهذا العام يؤكد دعم القيادة السعودية للمرأة، ويدحض ما يدعيه البعض من إقصاء وتهميش للمرأة في المملكة العربية السعودية، مؤكدة أنها فخورة بهذا الفوز، داعية كل الشاعرات والمبدعات العربيات إلى الصبر والعمل بجد لإثبات وجودهن في الساحة بالعطاء.. كذلك أشارت روضة إلى أنها شاعرة قضية، مبينة رفضها لفكرة عبثية الفن، ومقولة الفن للفن، كما جددت رفضها لفكرة إطلاق الألقاب التفضيلية على خلفيتها تلقيبها سابقًا ب «خنساء السودان».. كل هذه المحاور في حوار «المدينة» مع الشاعرة روضة بعد أمسيتها مساء الأمس الأول في خيمة عكاظ.. دحض الأقاويل * بعد فوزك بجائزة شاعر عكاظ إلى ماذا تطمح الشاعرة روضة الحاج وماذا تقول عن تلك الجائزة؟ أطمح لأن يكون فوزي فاتحة خير على التجربة الشعرية النسائية في كل الوطن العربي، وأن لا تتوقف مسيرة النساء عند ارتداء إحداهن لبردة الشعر لهذا العام؛ ولكن يلحقن هذا النجاح بمزيد من التميز والإبداع في كل مجالات الحياة العلمية منها والأدبية وهن جديرات بذلك، وأن الصبر على هذه المسيرة الطويلة من العطاء للمرأة في الوطن العربي لنيل حقها ولتميزها مجتمعيًا ولمزيد من تأثيرها في واقع الحياة العامة لا بد أن يتواصل لأننا بدأنا نجني ثمار الغرس الذي غرسته طلائع النساء المثقفات في الوطن العربي والمبدعات بشكل عام.. أما فيما يخص فوزي بهذه الجائزة، فلا شك أنه حدث كبير وعظيم وأنها سابقة أولى لامرأة توجت على رجال في مجال الشعر لتكن هي الحادثة المميزة لتنال فيها المرأة الجائزة لأول مرة كما علمت، وأنا حفية بها وسعيدة بها جدًا، فهي إضافة لعطاء المملكة العربية السعودية في مجالات كثيرة وبها دحض لكثير من الأقوال التي تدعي أن المرأة في السعودية لم تنل حقها والكثير من الأقوال التي على شاكلتها، فلو أن هذا الكلام حقيقي لما منحت بردة الشعر من المملك العربية السعودية ومن أعرق الأسواق في الأدب العربي وهو سوق عكاظ لامرأة وبالتالي منح بردة الشعر لامرأة ما هو إلا تأكيد على دعم القيادة في المملكة العربية السعودية للمرأة واعتراف بفضلها وتقديرًا لدورها في العمل العام. حفاوة بالرجل * في لقاء صحفي سابق تحدثت عن تأثير البيئة في شخصك فذكرت أنك تكتبين عن كل ما له علاقة روحانية ووجدانية بك لتذكري الأرض والناس والأشياء.. إذًا أين موقع الرجل من حياة روضة وشعرها؟ الرجل جزء أصيل من شعري، وهو جزء أصيل من الحياة، ولذلك ونحن نتحدث عن أي موضوع لا بد أن يكون الرجل حاضرًا فيه وذلك لاعتبار أن معادلة الحياة بشكلها الكامل قائمة على رجل وامرأة، وأي محاولة تسعى لغير ذلك فهي محاولة عابثة، فالرجل جزء أصيل من المنظومة الحياتية؛ وبالتالي هو جزء أصيل من النص الذي تنتجه امرأة، وأنا شخصيًا أكن الكثير من التقدير لرجال كثر في حياتي. ضد ألقاب التفضيل *لقبك البعض ب «الخنساء».. لكنك بشكل مجمل متحفظة على منح الألقاب.. فما سبب ذلك التحفظ؟ تحفظي قائم على أن كل عبارات صيغ التفضيل ك (أفضل وأجمل) والتي لا أعتقد أنها تتناسب مع الكسب الثقافي فعبارة (هذا أعظم شاعر) و(هذه أفضل قصيدة) تعتبر أحكاما صعب أن تصدر على تجربة ما أو قصيدة ما أو شعر ما. لذلك لا أعترف بصيغ التفضيل في الأدب بشكل عام والألقاب، وأعتقد أنها حالات آنية مربوطة بظروف معينة تجعل الناس يطلقونها على شخص ما، وفي نهاية الأمر هي من باب التشجيع واستحسان الأمر، وأنا أفهمها من هذا السياق ولا أضعها من سياق التفضيل. نعم لقبت بخنساء السودان أو خنساء العرب وأنا أعلم أن كل من أطلق عليَّ ذلك اللقب رغبوا في أن يقولوا لي لقد أجدتِ فيما قمتِ به، واستحسنوا صنيع عملي، وقد وجدوا أن أفضل طريقة للتعبير عن هذا الاستحسان هو استدعاء أفضل من قالت الشعر ليلقبوني بها، وأخيرًا أعتقد أن الخنساء ركيزة أساسية في عالم الشعر العربي الأصيل. شاعرة قضية * هل تعتبر روضة الحاج نفسها شاعرة قضية؟ نعم؛ الحياة كلها قضية ووجودنا في هذه الحياة قضية ورسالة وهدف ولا أؤمن بعبثية الفن ولا أؤمن بالفن للفن أبدًا وإطلاقًا، أنا أؤمن بأن كل شيء نقوم به في الحياة يجب أن يكون وراءه هدف وغاية، الشعر وسيلة من وسائل التعبير الحقيقية والقريبة من النفس، فهو المعبر الأول عن الضمير الإنساني فينبغي أن يكون له رسالة أو أن يكون له دور في جعل هذه الحياة أفضل وبالتالي إعمار هذه الأرض على الطريقة التي نريدها لإثبات قيم الحق والخير لكل زمان.