أكد الرئيس العام للمجلس الدولي للعالم الإسلامي الدكتور موسى أباظة أن الحملات ضد المسلمين في النمسا جعلت معظم الأوربيين يسألون عن الإسلام، وأن الحوار هو العامل الأساس حتى نتمكن من إيصال الإسلام، كما طالب بالدعم المادي لكي يتمكن الدعاة من ممارسة عملهم الدعوي، "الرسالة" حاورت الدكتور موسى أباظة في بعض القضايا ذات العلاقة بمستقبل الإسلام في النمسا خاصة وفي البلاد الأوربية عامة، وطرحت عليه بعض الأسئلة حول أوضاع المسلمين هناك.. فإلى مضامين الحوار: بصفتك أحد الدعاة الناشطين في العمل الإسلامي ورئيسًا لأحد المجالس الإسلامية العالمية التي تنتشر فروعها في عدة دول وعلى رأسها النمسا هل يمكن أن تعطي لمحة سريعة عن الأوضاع هناك على مستوى الجالية، وعلى مستوى سير المؤسسات والجمعيات الإسلامية بكافة أشكالها؟ الحمدلله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، يوجد في النمسا جالية مسلمة كبيرة ولها سمعة طيبة جدًا، كما أنّ الأمين العام للمجلس الدولي للعالم الإسلامي مقيم في النمسا منذ فترة طويلة جدًا وهو إمام وخطيب مسجد في النمسا واسمه فضيلة الشيخ زكريا محمود وهو من الشخصيات المحترمة جدًا في النمسا، والجالية المسلمة في النمسا تتكون من مصريين وسوريين وفلسطينيين وكافة الجنسيات المختلفة التي تعيش منذ فترة طويلة، وجميعهم من العناصر الجيدة والتي تعمل بإخلاص لدينها وقضيتها هناك. حرية كبيرة هناك من يرى أنّ هناك حرية كبيرة في النمسا لكن الدعاة والناشطين في مجال العمل الإسلامي هناك لا يستغلونها كما يجب كيف ترى ذلك؟ معظم الدعاة الذين نعرفهم هم نشطاء بشكل كبير في الدعوة إلى الله وأسلم الكثير على أيديهم، لكنّ أكثر ما يحتاجون إليه هو الدعم المادي لكي يتمكنوا من ممارسة عملهم الدعوي وحتى يستطيعوا العمل بهمة أكثر. تباينات مذهبية على الساحة الإسلامية في النمسا نظرًا لتعدد الجنسيات، كيف تستطيعون التوفيق وتوحيد الجهود على الأرض؟ توحيد الصفوف بين المسلمين يبدأ بكلمة التوحيد هذه هي إجابتي بشكل مختصر جدًا ولكن هذه الكلمة كبيرة جدًا في المفهوم، وهي التي تجعل جميع الدعاة الحقيقيين يعملون من هذا المنطلق لكي توحد الكلمة وتجمع الصفوف عليها لكي تتضح الصورة الجميلة للإسلام والمسلمين أمام الحملة الشرسة التي تمارس ضد الإسلام ومن هنا تكون الدعوة إلى الله لمواجهة مثل هذا الأمر. حملات شرسة كيف يتم التعاطي من قبلكم ومن قبل مؤسسات العمل الإسلامي مع الحملات الشرسة ضد الإسلام في النمسا وبالمهجر؟ وهل مازلتم فعلًا غير قادرين على مواجهة الماكينة الإعلامية هناك؟ على العكس تمامًا فإنّ حملتهم قد جعلت معظم الناس تسأل عن الإسلام وقد دخل الكثير جدًا في الإسلام بسبب تحاملهم وحملاتهم ضد الدين الإسلامي في مختلف الدول الأوروبية وعلى رأسها النمسا وألمانيا وايطاليا ومن هذا المنطلق فقد حرصت رئاسة المجلس الدولي للعالم الإسلامي - مكتب الدعوة والإرشاد، على تطوير العمل في هذا الجانب ورعايته وفق معطيات العصر، وقد جرت دراسة هذا الموضوع من قبل مكتب الدعوة والإرشاد، ووضع جملة من الضوابط والشروط التي من شأنها الارتقاء بمضمون الخطبة، والرفع من مستوى الخطباء وأدائهم لمهماتهم، وقد أوصت رئاسة المجلس بطباعة ما توصل إليه وتوزيعه على الخطباء للاسترشاد به في أعمالهم. الجهود الإعلامية لكن لابد أيضًا من جهود إعلامية قوية وعدم الاكتفاء بالنظر إلى الحملات التي تشوه صورة الإسلام في الغرب ألا توافقني في هذا؟ أنا أطالب أهل الخير ورجال الأعمال أن يقدموا الدعم للمؤسسات الإسلامية والخيرية في المهجر وعلى رأسها المجلس الدولي للعالم الإسلامي حتى تتمكن من عملها الخيري النبيل، أما من الناحية الإعلامية فنتمنى أن يقوم أحد من رجال الأعمال العرب بإنشاء فضائية إسلامية وإهدائها إلى العاملين بالعمل الإٍسلامي والجالية في النمسا حتى نتمكن من الرد على أي شبهة ضد الإسلام. مستقبل الإسلام كيف ترى مستقبل الإسلام في القارة الأوروبية عامة وفي النمسا خاصة في ظل التضييق والحملات المغرضة ضده ومحاولة تجفيف منابعه؟ يبقى الحوار هو العامل الأساسي مع جميع البلدان حتى نتمكن من إيصال الإسلام لهم بصورته الجميلة وعندما يصل لهم بصورته الحقيقية، فإنّهم حتمًا لن يستطيعوا أن يقاوموا حجته بل ويمنعوا انتشاره ولا خيار لهم لأنّهم سيجدوا فيه الراحة التامة لجميع مشاكلهم الاجتماعية والنفسية، مع نهاية حديثنا لا يسعني إلاّ أن أتقدم لكم بخالص الشكر والتقدير على هذا اللقاء ونسأل الله لكم التوفيق والسداد لخدمة أمتنا.