نائب رئيس الجمعية الإسلامية بإيطاليا يطالب بعدم إقامة مدارس إسلامية في الغرب طالب نائب رئيس الجمعية الإسلامية بإيطاليا الدكتور يحي بلافيتشيني الهيئات والمؤسسات الكبرى بالعالم الإسلامي بضرورة دعم المسلمين في الغرب بشكل عام ليكونوا جسوراً للتواصل بين المجتمعات الإسلامية والمجتمعات الغربية، وأكد في حواره ل "الرسالة" أن عدم توفر المصادر الموثوق بها للتعريف بالإسلام يمثل عقبة رئيسية تواجه الدعوة الإسلامية داخل المجتمع الإيطالي، مشيراً إلى أن المتطرفين الكاثوليك يقفون حجر عثرة أمام وجود حوار إسلامي مسيحي يحقق التعايش الإنساني في إيطاليا. وأضاف بلافيتشيني أن هدف الجمعية الأساسي هو الحفاظ على هوية المجتمع في إيطاليا وتمكين المسلمين من إقامة شعائر دينهم بحرية وعلنية، وتكثيف الجهود من أجل تصحيح صورة الإسلام وذلك من خلال تعريف الغرب والمجتمع الإيطالي بقيم ومبادئ الإسلام السمحة ومواجهة الجهل به من خلال البعض الذين يدفعهم هذا الجهل بحقائق الإسلام إلى التربص بالمسلمين في الدول الغربية. وأوضح أن المسلمين في إيطاليا يمرون بمرحلة دقيقة للغاية تنبع من أن المسلمين المهاجرين محدودي الثقافة ولا يعرفون الإسلام معرفة جيدة ولا يلتزمون به، مشيراً إلى أن معظم المشكلات التي تعاني منها الجالية الإسلامية في إيطاليا مردها إلى افتقارها للوسائل التي تساعدها على تربية أبنائها تربية إسلامية أصيلة وتؤصل فيهم هويتهم حتى يواجهوا هذا المجتمع الغربي وهم مسلحون بسلاح العقيدة والثوابت والأصول الإسلامية، فلا يذوبون في المجتمع الإيطالي ولا ينسلخون من الإسلام أو ينسونه تدريجياً وفيما يلي تفاصيل الحوار مليون مسلم في إيطاليا ما عمر الوجود الإسلامي بإيطاليا؟ وصل الإسلام إلى إيطاليا مبكراً جداً وتحديدا في القرن الثامن للميلاد على يد حاكم القيروان زياد الله الأول في عهد الأغالبة، الذي استطاع أن يفتح جزيرة صقلية عام 731م ومن هذه الجزيرة شع نور الحضارة الإسلامية على أوروبا بأسرها، وفي أوائل القرن العاشر خضعت صقلية إلى حكم الدولة الفاطمية، في هذه الأثناء أسلم معظم سكان صقلية، لكن التنازع بين حكامها بدأ يحتدم حتى انقض عليها النورمانديون الكاثوليك المتعصبون وطردوا العرب منها عام 1061م. وهكذا عاش الوجود الإسلامي في هذه المنطقة نحو 350 سنة ترك فيها بصماته الحضارية شاهدة حتى اليوم، وقد بدأت الهجرات المسلمين إلى إيطاليا في القرن العشرين بعد الحرب العالمية الثانية بحثاً عن الرزق وهرباً من شظف العيش في بلادهم الأصلية تاركين أسرهم في بلادهم، فكانت ثقافة معظم أبناء الجالية الإسلامية المهاجرة إلى إيطاليا محدودة جدا ولذلك لم تتبوأ هذه الجالية مكانة مرموقة في إيطاليا، لكن توجد طبقة صغيرة من المهاجرين المثقفين كالطلبة الذين جاءوا لمتابعة تعليمهم في إيطاليا ومن هؤلاء الطلبة من عاد إلى بلده بعد انتهاء دراسته ومنهم من استقر في إيطاليا وتزوج وحصل على الجنسية الإيطالية واندمج في المجتمع، بالإضافة إلى قليل من المثقفين الذين تركوا أوطانهم لسبب أو لآخر وحملوا معهم ثقافتهم وتقاليدهم وشهاداتهم العالية، ومنهم الأطباء والمهندسون وأساتذة الجامعة. يوجد في إيطاليا اليوم أكثر من مليون مسلم من بينهم سبعون ألفا يعيشون في العاصمة روما وضواحيها، 5% فقط من المليون مسلم الذين يعيشون في إيطاليا من أصل إيطالي، ولا يوجد في إيطاليا بأكملها سوى مسجدين فقط: الأول في روما والآخر في ميلانو، بالإضافة إلى المراكز الإسلامية غير الرسمية التي ينشئها المسلمون في إيطاليا، إلا أن الحكومة لا تعترف إلا بمسجدي روماوميلانو. مواجهة الجهل لماذا قامت الجمعية التي تشاركون في قيامها؟ ومن تتبع؟ وما هو دورها فعلياً؟ الجمعية الإسلامية بإيطاليا عمرها عشرون عاماً، ونشأت لخدمة الإسلام والمسلمين، وتتبع وزارة التربية والثقافة الإيطالية من الناحية الإدارية والتعليمية، وعلى الرغم من قصر عمرها فقد قامت ببناء مسجد ومدرسة في مدينة ميلانو، وهو مكسب كبير لمسلمي إيطاليا، ونحن نعمل في إطار أوروبي كبير ولنا صلات بالعديد من الجمعيات الإسلامية في كثير من الدول الأوروبية، ونقوم بعقد الندوات الدينية للتعريف بالإسلام كما نتعاون مع وزارات التعليم لتوفير المعلمين اللازمين لتدريس الإسلام واللغة العربية، واستطعنا توفير عدد غير قليل من المعلمين للقيام برسالة التعليم الإسلامي. هدف الجمعية الأساسي هو الحفاظ على هوية المجتمع في إيطاليا وتمكين المسلمين من إقامة شعائر دينهم بحرية وعلنية. نهتم كذلك بتصحيح صورة الإسلام من خلال التعريف بقيم ومبادئ الإسلام السمحة ومواجهة الجهل. نتعاون مع الرابطة والإيسسكو هل هناك علاقات تربط بين الجمعية والمنظمات الإسلامية في العالم الإسلامي ؟ هذا موجود بالفعل ونسعى لتعظيم هذا الترابط، وقد حققنا خطوات جيدة، فمنذ عام 1996م بدأنا في إقامة علاقات رسمية مع المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة "إيسيسكو" ورابطة العالم الإسلامي، وجمعية الدعوة الإسلامية، وما زلنا نواصل الجهود من أجل التواصل مع المنظمات الإسلامية العالمية من أجل دعم عملنا الإسلامي في الغرب. ما أهم المشكلات التي تواجه الدعوة الإسلامية في إيطاليا؟ قلة المصادر الموثوق بها للتعريف بالإسلام هي العقبة الرئيسية التي تواجه الدعوة الإسلامية داخل المجتمع الإيطالي، فعلى الرغم من أن الإسلام يهاجَم في الغرب، فإن التعريف به حتى لمسلمي المهجر وبالأخص في إيطاليا لا يتم إلا من خلال كتب المستشرقين، وهذا خطر حقيقي يهدد مستقبل الدعوة الإسلامية والتعريف بالإسلام في إيطاليا، ولذلك نسعى كمؤسسة دينية إسلامية في إيطاليا إلى التعريف بالإسلام من خلال مصادره الأصلية، ونطالب الهيئات والمؤسسات بالعالم الإسلامي بضرورة دعم المسلمين في الغرب بشكل عام ليكونوا جسوراً للتواصل بين المجتمعات الإسلامية والمجتمعات الغربية. إلى أي مدى يسمح بالاهتمام بالدراسات الإسلامية في إيطاليا؟ يتم حاليا تدريس الدراسات الإسلامية بكليات الآداب بجامعات إيطاليا، إلا أن من يقوم على تدريسها غير مسلمين، خاصة أن الشباب الإيطالي يحبون التعرف على الإسلام، وتاريخه، وفلسفته، والتعرف كذلك على الحضارة الإسلامية. ليتنا مثل اليهود وما هي الحلول المتاحة لديكم للتعامل مع هذا الخطر؟ هذه المشكلات يمكن مواجهتها من خلال وجود تنظيم أو رابطة قوية تجمع المنظمات الإسلامية المتناثرة في إطار قوي يهتم بالمسلمين ويربطهم اجتماعياً وثقافياً ودينياً وتعليمياً ومهنياً ويدافع عنهم على المستوى السياسي والواقعي، لأنه على الرغم من أن هناك منظمات كثيرة لكنها متفرقة والكل يعمل في واد بعيد عن الآخر، وإن أمامنا الجالية اليهودية في إيطاليا التي استطاعت أن تجمع منظماتها في إطار "اتحاد الجاليات اليهودية" وأبرموا اتفاقا مع الحكومة الإيطالية يضمن لهم الحفاظ على حقوقهم السياسية والثقافية والدينية والتعليمية، ونحن نأمل أن تجتمع كلمة المنظمات الإسلامية لتبرم اتفاقية مع الحكومة الإيطالية لتقنين الوجود الإسلامي على هذه الأرض والانخراط الكامل في المجتمع الإيطالي حتى يتحرك المسلمون بحرية كاملة، ولا يكون هناك فرق في المعاملة مطلقاً من قبل الحكومة بيننا نحن المسلمون من أصل إيطالي والمسلمون المهاجرون. كاثوليك متطرفون لكن إيطاليا هي معقل الكاثوليكية في العالم وموطن الفاتيكان فهل يؤثر ذلك على المجتمع المسلم هناك؟ الكنيسة لم تكن تتوقع أن يعود الإسلام إلى إيطاليا بهذه السرعة وبهذه الكثافة خلال فترة زمنية قصيرة، وهو ما جعل الكنيسة تعيد حساباتها بالنسبة للوجود الإسلامي، وتمثل ذلك إنشاء روابط صداقة للحوار مع الإسلام، والقيام بدراسة عميقة لمعرفة حقيقة الإسلام، وتشجيع الإيطاليين للتعرف عليه عن قرب، وبالرغم من ذلك إلا أن الكنيسة تعتقد أن الحوار بين الكاثوليك والمسلمين صعب جداً لأن الكاثوليك لديهم استعداد للحوار، بينما المسلمون ليس لديهم استعداد له، ويتصورون أن الحوار إنما هو فخ نصب لهم وأن الإسلام هو النموذج الاجتماعي الأصلح وليس في حاجة لأن يتعلم المسلم شيئاً من الآخرين وهذا هو زعم الكنيسة واعتقادها ناحية المسلمين، لكننا في كثير من الأحيان نعتقد ونكاد نجزم أن هذا موقف متعنت من الكنيسة إلى حد كبير لأن المسلم صحيح العقيدة في أي مكان لا يمكن أن يرفض الحوار مع الأخر ،لأنه أمر شجع عليه الإسلام ومارسه رسوله الكريم صلى الله عليه، ولا يستطيع أحد إنكار أن هناك تطرف مسيحي كما يوجد تطرف إسلامي، وهؤلاء المتطرفون الكاثوليك يقفون حجر عثرة أمام وجود حوار إسلامي مسيحي مسلم يحقق التعايش الإنساني في إيطاليا. مشاكل دفن الموتى هناك محاولات متجددة تظهر من وقت لآخر من جانب الحكومة الإيطالية لمنع عرض المواد الدينية والدفن على الطريقة الإسلامية فكيف تواجهون هذا الأمر؟ هذا حادث بالفعل ومن أبرز المشكلات التي تواجه المسلمين في المجتمع الإيطالي عدم اعتراف الدولة بالإسلام، الأمر الذي يجعلها تمنع عرض المواد الدينية الإسلامية على القنوات التليفزيونية الخاصة، لكن المركز الثقافي الإسلامي بروما الذي يؤدي دورًا كبيرًا في تعريفِ المجتمع الإيطالي بالإسلام استطاع أن يحصل على فترةٍ إعلامية على إحدى القنوات الفضائية الخاصة، مع أجل بثِّ البرامج الإسلامية، كذلك تمنع الدولة دفن المسلمين على الطريقة الإسلامية، لكن العاصمة روما تُعتبر استثناءً من ذلك، وهناك أيضًا مشكلة عدم توافر المواد الإسلامية باللغة الإيطالية، الأمر الذي يشكِّل حجر عثرةٍ أمام تقدم الإسلام في هذا المجتمع الأوروبي. هل هناك مشكلات تواجه أبناء المسلمين في المراحل التعليمية في إيطاليا؟ عدد الطلاب المسلمين في إيطاليا يبلغ 50 ألفاً حسب إحصاءات وزارة التعليم، ويحتاج المدراء والمدرسون إلى توجيه اهتمام خاص لأبناء المسلمين في المدارس الإيطالية، حيث يدرس أبناء المسلمين في مدارس غير إسلامية. مشكلتنا تكمن في عدم وجود تربية إسلامية لأبناء المسلمين في إيطاليا، وعلينا ألا نسعى في هذه المرحلة إلى إنشاء مدرسة إسلامية وصفوف إسلامية منعزلة لأن وجودها لا يؤدي إلا لإقامة حواجز جديدة تمنع التقارب والتعارف، ونحن نطالب المدارس في أوروبا وخاصة في إيطاليا، أن تنفتح على الجميع وأن تخرج من حالة الجمود لتصبح ملتقى الأعراق والديانات المختلفة. عداء دافعه الجهل كيف تفسر حالة العداء الغربي للإسلام وما هي الحلول المقترحة للخروج من هذا المأزق؟ هناك عداء تاريخي بين المسلمين والغرب المسيحي منذ صدر الإسلام، ومروراً بالدول الإسلامية المتلاحقة، ثم مروراً بالحملات الصليبية على البلاد الإسلامية، ثم الاستعمار الغربي الحديث، ودور أوروبا في قيام إسرائيل في قلب العالم العربي الإسلامي ومساعدتها في المحافل الدولية والوقوف معها ضد العرب، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى فإن الإنسان الأوروبي يكره الروحانية التي يدعو إليها الإسلام، فهو يعيش بلا روحانية وبمادية طاغية حيث يلجأ إلى المادة في كل شيء، وبالتالي فهو يعيش متخاصما مع الطبيعة ومع البشر من حوله، لكن الإسلام على عكس ذلك يصالح الإنسان على نفسه وعلى الآخرين، إن الإسلام في أوربا ككل، ونتيجة للصور السيئة الملصقة به، والجهل بحقيقته، يعتبر غير مقبول لدى الفكر الأوربي الغالب، الذي ترسخ لديه أن الإرهاب والإسلام كيان واحد، وهذه أمور مرفوضة تماماً بالنسبة لنا كمسلمين في الغرب ونحاول العمل على تصحيح المفاهيم الغربية حولها من خلال تجسيدنا لصورة الإسلام الصحيحة سلوكاً ومبادئ وقيم يرسخها الإسلام الحنيف في نفوسنا،ويجب العمل على إقامة جبهات مشتركة بين المسلمين والمثقفين الغربيين المنصفين ليس فقط لتبرئة ساحة الإسلام والمسلمين في عيون الغرب ولكن أيضاً لإقرار مبادئ السلام الإنساني المطلوب مختلفون ومتخلفون من وجهة نظرك ما هي الأخطاء التي ارتكبها المسلمون وأدت إلى سوء نظرة الآخر للإسلام ولهم؟ أول هذه الأخطاء الخلافات التي تظهر بين المسلمين، فالأوربي عندما يرى هذه الخلافات حتى في أمور العبادة، وقيام بعض المسلمين بقذف إخوتهم بالجهل والتطرف، فإنه يأخذ صورة سيئة للغاية عن الإسلام، هذا بالإضافة إلى عدم حرص المسلمين في الغرب على الاهتمام بتربية أبنائهم تربية إسلامية صحيحة حتى يستطيعوا الحفاظ على الصورة الإسلامية في الغرب،كما أن مظاهر التخلف، وعدم الحفاظ على البيئة في بعض الدول الإسلامية، أعطت صورة سلبية عن المسلمين في الأذهان الغربية، مما قلل من فرص اقتناع الغرب بأهمية تحسين العلاقة مع المسلمين باعتبارهم غير حضاريين،وهو ما نسعى لتغييره من خلال تصحيح صورة الإسلام أمام المجتمعات الغربية من ناحية ،ومحاولة احتواء الخلافات الإسلامية داخل أبناء المسلمين المهاجرين بشكل خاص وتوعيتهم بأمور دينهم وسماحته حوار الأديان كيف ترى الحوار بين الأديان؟ وهل هو ضروري في هذا العصر أم لا؟ الحوار بين الأديان أصبح من ضروريات العصر الحالي، لأن المسيحيين واليهود لا يمكن أن يتعرفوا على الهوية الإسلامية إلا من خلال الحوار، وبالتالي فنحن نؤيد الحوار بين أهل الأديان المختلفة من أجل إظهار الحق، وسد الطرق على من يحاول تضليل الآخرين كما هو حادث بالنسبة لاتهام الإسلام وحضارته بالعنف والإرهاب. وماذا عن الحوار الإسلامي اليهودي؟ وهل ترى وجود منفعة منه خاصة مع تصميم الصهيونية العالمية على تزييف الحقائق المتعلقة بالإسلام والمسلمين؟ الحوار مطلوب مع كل الطوائف والأديان، ومن بينهم اليهود، وذلك تطبيقا لقوله تعالى: "وجادلهم بالتي هي أحسن" حيث إن الحوار هو سبيل الإقناع، وإظهار الحق، ولذلك فأنا أرفض القول بعدم إجراء الحوار الإسلامي اليهودي، خاصة أن الحوار بين الأديان ليس حوارا سياسيا، وهذا هو الذي نطلبه ونؤكد عليه، فإذا تدخلت السياسة في مجال الحوار بين الأديان فشل ولم يؤدِّ إلى نتيجة ملموسة. ************************* جهل الأجيال الحديثة بدينها مشكلة تهدد الوجود الإسلامي في الغرب هناك مهاجرون كثيرون يأتون إلى إيطاليا من مختلف أنحاء العالم، والمشكلة التي تواجهنا بسبب ذلك أن الحكومة تعتبر كل المسلمين مهاجرين، وذلك على الرغم من أن هناك مسلمين من أصل إيطالي، ومسلمين مكثوا سنوات عديدة في إيطاليا حتى أصبحوا جزءا من المجتمع الإيطالي، هذا بالإضافة إلى أن معظم المهاجرين يأتون إلى إيطاليا، ولا يعرفون شيئا عن الإسلام، ويبدأون الحديث عنه بشكل يسيء للإسلام وللمسلمين مما يحتم زيادة الجهد لمواجهة ما يصدر عن هؤلاء المهاجرين من تشويه، ويمكن القول إن المسلمين في إيطاليا يمرون بمرحلة دقيقة للغاية تنبع من أن المهاجرين محدودي الثقافة ولا يعرفون الإسلام معرفة جيدة ولا يلتزمون به. للأسف فإن الجيل الثاني عندنا شب على الجهل بقواعد الإسلام وأصوله، وهكذا فإن معظم المشكلات التي تعاني منها الجالية الإسلامية في إيطاليا مردها إلى افتقارها للوسائل التي تساعدها على تربية أبنائها تربية إسلامية أصيلة وتؤصل فيهم هويتهم حتى يواجهوا هذا المجتمع الغربي وهم مسلحون بسلاح العقيدة والأصول الإسلامية، فلا يذوبون في المجتمع الإيطالي ولا ينسلخون من الإسلام أو ينسونه تدريجياً، وهناك مشكلة هامة في هذا الخصوص وهي أن كثيراً من أبناء الجالية يتزوجون بإيطاليات فينشأ الابن في أسرة الأب فيها عادة لديه ثقافة إسلامية ضعيفة والتزام قليل بالإسلام، والأم لا تعرف عن الإسلام شيئا بل أغلب الظن أنها على دين آخر، معنى ذلك أن الجيل الثاني والثالث والأجيال التالية سوف تكون غريبة عن الإسلام فاقدة للجذور والهوية.