أشاد الشيخ الدكتور يوسف جمعة سلامة خطيب المسجد الأقصى بالدور المميز للمملكة العربية السعودية قيادة وشعبًا وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز -حفظهما الله تعالى- في دعم أشقائهم في فلسطين في جميع الميادين وفي شتى المجالات وتبنيهم للقضية الفلسطينية في جميع المحافل العربية والإسلامية والدولية، وطالب بأن تلتف الأمة العربية والإسلامية حول نفسها أولًا وتتوحد في النظر إلى قضاياها الأساسية وسبل معالجتها، وأن إقامة فضائيات ناطقة بلغات متعددة سيساهم في تحقيق الوحدة، وذكر أن تاريخنا الإسلامي حرص على بناء الإنسان والحضارة وأن الإسلام ليس بحاجة إلى من يدافع عنه، وأن الله سبحانه وتعالى ميز الأمة الإسلامية على الأمم السابقة بميزتين عظيمتين الخيرية والوسطية، ومن باب أولى أن يتحاور المسلمون أهل القبلة مع بعضهم البعض، وطالب قادة الأمة الإسلامية وزعمائها وعلمائها بإخلاص العمل لتجاوز العقبات التي تواجه العمل الإسلامي والحرص على معالجة مشكلات المسلمين في كافة الدول الإسلامية، «الرسالة» استطلعت رأيه في مختلف القضايا التي تهم العمل الإسلامي في تفاصيل الحوار التالي : * كيف يمكن تحقيق التعاون بين الدول الإسلامية والمنظمات الرسمية والشعبية في العالم الإسلامي على التعريف بالإسلام والدفاع عنه؟ أمتنا العربية والإسلامية بكل دولها ومؤسساتها ومنظماتها الرسمية والشعبية والمجتمعية في العالم الإسلامي يجب أن تلتف حول نفسها أولا، وتتوحد في النظر إلى قضاياها الأساسية وسبل معالجتها، فالأمة الإسلامية قرآنها واحد ونبيها واحد وعباداتها وشعائرها واحدة، وتاريخها الإسلامي العريق واحد، وحضارتها الإسلامية العملاقة واحدة، فَلِمَ هذه الفرقة والتشرذم والاختلاف مع وحدة روابطها وأسسها وحضارتها، ولقد أمرنا الله سبحانه وتعالى بالتوحد والاعتصام بدينه القويم حيث قال تعالى: «وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ». الوجه المشرق إذن لا بد من الالتفاف حول دين الله أولًا، ثم حرص الأمة بكافة منظماتها وهيئاتها على القيام ببعض الخطوات التي من شأنها أن تعرف بالإسلام العظيم، كإظهار الوجه المشرق لهذا الدين من خلال توحد أهله وعلمائه حول أصوله وفروعه، لنظهر للعالم أجمع أن تمسكنا بديننا وإسلامنا هو مصدر قوتنا وعزتنا وكرامتنا، كما يقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه: «نحن قوم أعزنا الله بالإسلام، فإن ابتغينا العزة في غيره أذلنا الله». وعلينا توحيد جهود الأمة وعلمائها نحو إصدار الدوريات والنشرات ذات الأهداف الإسلامية الموحدة، والعمل على إقامة فضائيات ناطقة بلغات متعددة، ومواقع إلكترونية موحدة بكل اللغات، يتم من خلالها تعريف غير المسلمين بكل ما يتعلق بقضايا الإسلام الأساسية. بجانب الحرص على نشر التاريخ الإسلامي العريق، وتوصيله لكل من أراد أن يعرف حقيقة الإسلام. الفكر الوسطي * كيف يمكن للدعاة والمراكز الإسلامية القيام بدورهم وسط هذا الزخم من الاتهام بالإرهاب؟ إن علماء الأمة الإسلامية ودعاتها والمراكز والهيئات الإسلامية يقع على عاتقهم عبء كبير في حث الناس على الخير والهدى، وكذلك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولكي يواجه الدعاة هذا الزخم من الإساءة إلى الإسلام والاتهام بالإرهاب، فإننا نوصي الدعاة الإسلاميين بضرورة تبني الفكر الوسطي، وقد أحسنت بعض الدول في تبنيها للفكر الوسطي حيث استطاعت إبراز الوجه المشرق للإسلام أمام الآخرين، مما جعل الآخرين ينظرون إلى الإسلام نظرة تقدير واحترام وضرورة ترسيخ مبدأ الحوار، فإذا كنا نحرص على ترسيخ مبدأ الحوار مع الآخر، فمن باب أولى أن يتحاور المسلمون (أهل القبلة) مع بعضهم البعض، على أن يكون الهدف من الحوار الوصولَ إلى الحق، لا الانتصار للرأي، فالمسلم أخو المسلم، والمؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضًا، وحث الأمة على الالتزام بكتاب الله وسنة نبيه -صلى الله عليه وسلم-، فهما مصدرُ العزة والكرامة والنجاح والفلاح (تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدا كتاب الله وسنتي)،وضرورة الالتزام بآداب الدعوة المتمثلة بالرحمة واللين والرفق (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ) فالدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة عملًا بقوله تعالى:(ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ)، فعندما أرسل -صلى الله عليه وسلم- معاذ بن جبل وأبا موسى الأشعري -رضي الله عنهما- إلى اليمن قال لهما: (يسرا ولا تعسرا، وبشرا ولا تنفرا)، وأمر الأمة بما أمر به هذين الصحابيين فقال: (يسروا ولا تعسروا، وبشروا ولا تنفروا) ونحتاج إلى إعداد الدعاة إعدادًا جيدًا من خلال دورات مكثفة، وعلوم متنوعة، من لغات وكمبيوتر وضرورة الاستفادة من الشبكة العنكبوتية ووسائل الإعلام الحديثة لمواكبة ما يحدث في العالم فالعالم اليوم أصبح بمثابة قرية صغيرة. القضايا الجسام * حضرتم مؤتمر «الدعوة الإسلامية الحاضر والمستقبل»، فما هو رأي فضيلتكم في المؤتمر؟ وما الفائدة التي سيقدمها للإسلام والمسلمين؟ إنه لمؤتمر عظيم، حيث جاء برعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، حفظه الله ورعاه، فجزى الله خادم الحرمين الشريفين خير الجزاء على رعايته الكريمة لهذا المؤتمر، فقد اجتمع في هذا المؤتمر الكريم أمراء الأمة بعلمائها، حيث إن هذا من شأنه أن يسهم في وصول توصيات المؤتمر لأولى الأمر مباشرة، وقد شارك فيه علماء وباحثون ومؤرخون ودعاة من جميع الأقطار الإسلامية والعربية لدراسة حاضر الأمة وقضاياها الجسام، وما يواجهها من مشكلات وهموم والعمل على تشخيصها، ووضع الأسس العلمية السليمة الكفيلة بأن ترسو بها سفينة الإسلام إلى بر الأمان بإذن الله تعالى. أهل القبلة * في الوقت الذي يدعو فيه المفكرون إلى (الحوار مع الآخر) من أصحاب الديانات يؤكد البعض أننا بحاجة إلى الحوار مع فئاتنا، فما رأيكم؟ حقيقة يدعو كثير من العلماء والمفكرين إلى ضرورة (الحوار مع الآخر) من أصحاب الديانات الأخرى، وهذا أمر مهم في الدعوة الإسلامية، وإذا كان المسلمون وعلماء الأمة الإسلامية حريصين على ترسيخ مبدأ الحوار مع الآخر، فمن باب أولى أن يتحاور المسلمون (أهل القبلة) مع بعضهم البعض، على أن يكون الهدف من الحوار الوصول إلى وحدة الأمة وتعاضدها، وأن تكون يدًا واحدة وتقف صفًا واحدًا في وجه أعدائها والمتآمرين عليها، وصولًا إلى الحق والآراء السديدة، على أن يحرص الجميع من أبناء الأمة ومن مراكزها وهيئاتها ومنظماتها على الالتزام بالحق الواضح الصريح، وعدم التفرق والتعصب والانتصار للرأي فالمسلمون والمؤمنون إخوة، كما يقول تعالى: «إنما المؤمنون إخوة « فالمسلم أخو المسلم، والمؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا. الفرقة والاختلاف * ما أهم العقبات التي تقف في وجه العمل الإسلامي، وكيف يمكن تجاوزها؟ الناظر إلى حال الأمة الإسلامية الآن، يجد أن العمل الإسلامي يواجه في طريقة عقبات كثيرة، من أبرزها فرقة الأمة الإسلامية واختلافها في كثير من الدول والشعوب الإسلامية وما يحاك ضد الأمة الإسلامية في الخفاء والتهجم المستمر على الأمة الإسلامية واتهامها بالإرهاب وكثرة المشكلات التي تواجه الأمة الإسلامية وشعوبها والنقص الملحوظ في عدد الدعاة المؤهلين لقيادة الأمة إلى طريق الحق والهدى، ولابد من العمل بإخلاص من قادة الأمة وزعمائها وعلمائها لتجاوز العقبات التي تواجه العمل الإسلامي مثل زرع روح الإخوة والتعاون والوحدة والتعاضد بين أبناء الأمة وعلمائها وقادتها ومؤسساتها، وعقد المؤتمرات وورش العمل الجماعية للوقوف في وجه التآمر ضد الإسلام والمسلمين إبراز الوجه الدعوي المشرق للأمة الإسلامية وأن هذا الدين لا غلو ولا تطرف فيه وأنه دين الخيرية والوسطية الحرص على معالجة مشكلات المسلمين في كافة الدول الإسلامية والعربية والجاليات الإسلامية في العالم، وقضية القدس والمسجد الأقصى المبارك لابد أن تقف على رأس سلم الأولويات للدول العربية والإسلامية، وأن يعملوا جميعًا على تطهيره من دنس المحتل البغيض، والوقوف في وجه العدو الصهيوني للحد من الإجراءات الإسرائيلية المستمرة لتهويده وطمس الحضارة الإسلامية فيه. الواجب الديني * كيف نستطيع الحفاظ على منزلة القدس في الإسلام؟ مدينة القدس مهوى أفئدة المليار ونصف المليار مسلم في جميع أنحاء العالم، وكذلك ملايين المسيحيين في شتى أنحاء المعمورة، فالواجب الديني والحضاري عليهم جميعًا أن يدافعوا عن هذه المدينة المقدسة، وألا يتركوها وحيدة أمام الهجمة الشرسة التي تقوم بها سلطات الاحتلال الإسرائيلي صباح مساء، ومن المعلوم أن تحرير فلسطينوالقدس والمسجد الأقصى، وتحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني في الحرية والاستقلال وتقرير المصير، يحتاج من أبناء الأمتين العربية والإسلامية بصفة عامة، ومن علمائها وقادتها وأصحاب الضمائر الحية فيها بصفة خاصة، إلى ضرورة العمل على إعداد أبناء الأمة تربويًا ودينيًا وأخلاقيًا، وتفعيل دور العلماء وأصحاب الآراء السديدة في عملية الإصلاح التي تشهدها المنطقة العربية، والحرص على توجيه طاقات الأمة نحو القضية الفلسطينية، لدعمها وبذل أقصى ما في وسعهم لتحرير القدس الشريف والمسجد الأقصى المبارك، فالمسجد الأقصى ليس ملكًا للفلسطينيين وحدهم، بل هو في عقيدة كل عربي ومسلم، فهو نهاية رحلة الإسراء وبوابة الأرض إلى السماء، فمن صخرة بيت المقدس عُرج بالنبي محمد -صلى الله عليه وسلم- إلى السماء ونحن هنا نشيد بدور الأمتين العربية والإسلامية في دعم صمود الفلسطينيين عامة وأهالي المدينة المقدسة بصفة خاصة، وأرى من الواجب عليّ أن أشيد بالدور المميز للمملكة العربية السعودية في دعم أشقائهم في فلسطين في جميع الميادين وفي شتى المجالات وتبنيهم للقضية الفلسطينية في جميع المحافل العربية والإسلامية والدولية، لكنني أقول لأحبتي من العرب والمسلمين بأن القدس تتعرض لمجزرة، وأنها تحتاج إلى وقفة سريعة، فيهودي واحد مثل ميسكوفيتش تبرع بستمائة مليون دولار لإقامة مستوطنة في جبل أبي غنيم بالقدس، كما وتبرع لبناء مستوطنة جديدة في رأس العامود في قلب المدينة المقدسة، فماذا أنتم فاعلون يا أحبتي لإنقاذ قبلتكم الأولى ومسرى نبيكم -صلى الله عليه وسلم، وبهذه المناسبة فإننا نناشد جميع الهيئات والمؤسسات العربية والإسلامية وخاصة منظمة المؤتمر الإسلامي ولجنة القدس ورابطة العالم الإسلامي وجامعة الدول العربية بضرورة التحرك السريع والجاد لإنقاذ المسجد الأقصى المبارك، ووقف الاعتداءات الإسرائيلية في مدينة القدس وسائر الأراضي الفلسطينية، وضرورة العمل على تثبيت المقدسيين في مدينتهم من خلال إقامة المشاريع الإسكانية لهم، ودعم مؤسساتهم الصحية والجامعية والتعليمية والثقافية والتجارية داخل المدينة المقدسة، ودعم صمود أهلها بكل الطرق التي تؤهلهم للوقوف أمام هذه الهجمة الإسرائيلية الشرسة لصبغ المدينة المقدسة بالصبغة اليهودية الاحتلالية، إن ما يحدث في المنطقة العربية من أحداث وتغييرات يجب أن يكون لها الأثر الواضح في دعم القدس والمقدسيين لمواجهة آلة البطش الإسرائيلية، لأننا على ثقة بأن قضية القدس والمقدسات هي قضية الشعوب العربية والإسلامية دون منازع، وأن انتصار الشعوب العربية سيعجّل إن شاء الله في إنقاذ المدينة المقدسة من براثن الاحتلال. توثيق الصلة * كيف يمكن الاستفادة من المواسم الإسلامية كالحج ورمضان في معالجة القضايا الإسلامية؟ أن يستفاد من هذه الجموع الإيمانية في بث روح التسامح والتعاون والتعالي على الجراح وتغليب المصالح العامة من الوحدة والتآخي لنتمكن من معالجة القضايا الإسلامية، كما يجب على علماء الأمة أن يغتنموا النفحات الإيمانية في شهر الرحمة والمغفرة في شهر رمضان المبارك في جمع المسلمين على كلمة سواء، والحرص على الاستفادة من اجتماع المسلمين في هذا الشهر الفضيل في الصيام والقيام وقراءة القرآن لتوثيق صلتهم بالله سبحانه وتعالى، وليتمسكوا بكتابهم العظيم الذي يتلونه آناء الليل وأطراف النهار في هذا الشهر الكريم، فهو مصدر عزتنا وقوتنا كما يقول الرسول -صلى الله عليه وسلم-: « تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدا كتاب الله وسنتي»، كما ينبغي العمل على عرض قضايا الأمة ومشكلاتها في اجتماع المسلمين في صلاة التراويح أو في إقامة الأيام العلمية العظيمة التي يُدعى إليها علماء الأمة وباحثوها، ليُستفاد من علمهم وحكمتهم في طرح ما يرونه لمعالجة القضايا الإسلامية. * ما السلوك الذي تأمل في أن يحرص عليه المسلمون؟ كغيري من المسلمين أرى أن أهم سلوك ينبغي أن يحرص المسلمون على التغلب عليه هو الفرقة والاختلاف، لأنه سبب الضعف والذل والهوان، وأن يبتعدوا عن الأنانية وأن يعملوا بروح الفريق الواحد فالمؤمن مرآة آخيه فهذا السلوك إن تغلب عليه المسلمون فإنهم سيأخذون بأهم سبب من أسباب النصر والعزة والتمكين كما يقول الله تعالى: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا}، كما يجب عليهم أن يتمسكوا بمصدر عزتهم. * ما النصيحة التي تقدمونها للمسلمين لكي يخدموا أنفسهم والإسلام؟ لا بد للمسلمين أن يفكروا جليًا فيما يواجه الأمة الإسلامية من قضايا ومشكلات مستعصية بحاجة إلى دراسة وحل وفق المنظور الإسلامي العظيم، فلا بد أولًا من تحديد القضايا والمشكلات التي تواجههم، والعمل على ترتيبها الأهم فالمهم، وكذلك الحرص على تشخيص أسباب كل قضية وكل مشكلة ليتمكنوا من حلها ومعالجتها بالطرق العلمية السليمة، كما أن أهم نصيحة أوجهها للمسلمين أيضًا والتي لا نَملُّ من تكرارها هي ضرورة التوحد والتعاضد والاعتصام بحبل الله المتين، وأن يحرصوا كل الحرص على العلم وتحصيله؛ لأنه من أبرز أسباب الرقي والتقدم والظهور في مراكز القيادة والصدارة.