يتبجح كثير من المنتفعين من استقدام و توظيف الأجانب و تعطيل توطين الوظائف ، بأن توظيف السعوديين ليس الخيار الأفضل لهم و يستميتون في الدفاع عن توجههم غير المسؤول فيتفننون في اختراع الحجج و الفوارق فتارة يجعلون ارتفاع أجور السعوديين مقارنة بغيرهم سبباً و يتناسون أنهم لا يشبعون و لا يتوقفون عن الاستغلال و مص الدماء حتى لا يقدروا على إحصاء أملاكهم و أموالهم ، في حين يستكثرون على سواهم الحد الأدنى للأجور ، و تارة يلقون خطباً في عدم إنتاجية السعودي قياساً بسواه و لا يخجلهم أنهم يتمددون على شواطئ العواصم الأوربية و العمالة الوافدة هي من تتحمل أعباء مؤسساتهم و تديرها بدلاً عنهم متخفين تحت أسمائهم و أنهم لا يعملون شيئاً أكثر من تأجير أسمائهم و سجلاتهم التجارية ، أما الأسوأ فحين ينحو نحوهم عدد ليس بالقليل في كل وزارة و مؤسسة حكومية ، فيبادرون في إيجاد المخارج و الوسائل التي تمنحهم صلاحيات تعطيل الكوادر الوطنية و التضييق عليها و سد الشواغر بعمالة وافدة . مشكلة هؤلاء تزكية أنفسهم فهم سعوديون كالسعوديين الذين يحاربونهم و يضعون العقبات في طرقهم متحججين بأن السعودي ليس كفؤاً و كأنهم هم الأكفاء فقط ، و كأن البلد أنجبتهم و استأصلت رحمها ورمته في البحر . فهم فقط عباقرة الزمان و جهابذة الاستثمار و أعيان البلد و شخصياته المرموقة و سواهم لم يخلقوا إلا ليستغلوهم و يستنزفوهم ، فهم يتوظفون و أبناؤهم و أحفادهم وكل من يتشدد لهم بالواسطة و المحسوبية و الجاهية و سواهم تعقد لتعيينهم اللجان و توضع طلباتهم تحت الدراسة ! . لا أدري هل ننتظر أن يخجل هؤلاء يوماً من أنفسهم و يستشعروا مسؤولياتهم الوطنية و أهمية مشاركتهم التنموية و دورهم تجاه أبناء وطنهم أم أن هذا الأمر مستبعد لأن الأنانية طمست على قلوبهم و الجشع ران على ضمائرهم و لا سبيل لردعهم سوى الأخذ على أيديهم و فرض الضرائب على مؤسساتهم و إعاقة استقدامهم للوافدين في كل وظيفة يستحقها مواطن في بلده . [email protected]