سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
نحن..في المركز الأول عالمياً! إننا نحتل مركزا عالميا متقدما ولكن في نسبة حوادث الطرق والمخالفات المرورية، وهذا ربما يدخلنا في موسوعة جينيس للأرقام القياسية
هكذا يتم تصنيف المجتمعات بحسب ما تمتلكه من مقدرات وما تحققه من إنجازات.. وواقع مجتمعنا يُؤكِّد حقيقة هامة لا تقبل التشكيك، وهي أننا نتبوأ مركزًا عالميا متقدمًا، فنحن إن لم نكن في الصدارة فلن نكون دون المراكز الثلاثة الأولى، وبكل جدارة واستحقاق. نسابق الزمن في الأخذ بأوجه الحضارة، وتتحمّل الدولة أعباء مالية كبيرة، وتنفق بسخاء على المشروعات وبخاصة الخدمية منها، ويأتي دور بعض الجهات والمواطن ليصرا على أن نكون في هذا الموقع! إننا نحتل مركزًا عالميًا متقدمًا ولكن في نسبة حوادث الطرق والمخالفات المرورية، وهذا ربما يدخلنا في موسوعة جينيس للأرقام القياسية، تأتي الحوادث وبشكل مروع تدمي الأفئدة فلا تكاد تجد بيتًا إلا وهو مكلوم بسبب حادث مروري وقع لأحد أفراده، فتجده إما أن يكون قد قضى نحبه، أو أنه في وضع لا يسر كأن يكون معاقًا أو مبتور الأعضاء.. إلى غير ذلك من المآسي الناتجة عن تلك الحوادث! أما المخالفات المرورية فهي لا تقل أيضًا عن الحوادث، وكان بودي الحصول على تصريح من القائمين على نظام ساهر عن عدد المخالفات، وأجزم يقينًا أنها بالملايين! في جانب الحوادث، فإن هناك أسبابًا عدة، فالعديد من الطرق لدينا لا تتمتع بمقومات السلامة، ولك أن تتصور تحويلات على بعض الطرق فتستمر سنوات، والناس يتجرعون المرارة والحوادث تقع، ومع ذلك لا تحرك إيجابي يشفي الغليل، وكذلك الحواجز على جنبات الطريق فهي معدومة في العديد من الطرق، وهذا أيضًا له دور بارز في وقوع السائقين في مآزق، ربما لا يسلمون منها، والجهات المعنية تضرب صفحًا عن كل ذلك وتجدها تفاخر بالأميال المعبدة بين الطرق في شبكة هي تُعد الأروع ولكن في ذهنية الجهات المعنية فقط، أما الواقع فلا يشهد بذلك، بدليل أن طرقًا تم إنشاؤها قبل سنوات عدة ومع ذلك تجدها أشبه ما تكون بطرق هلاك، حيث لا مراكز صحية ولا مواقع خدمية على جنباتها مطلقًا، وهو ما يعني أن المرضى ومن فاتهم تزويد المركبات بالوقود فإنهم قطعًا سيكونون في وضع حرج جدا! أما مسألة المخالفات المرورية، فإن نظرة واحدة لوضعنا تثبت غياب الوعي لدى السائقين، فلا التزام بالقوانين بل لا إلمام بالعلامات المرورية ولا قيمة لديهم لكل ذلك، ومما زاد في حجم المأساة وجود كم كبير من المراهقين تم تسليمهم مركبات يؤذون بها أنفسهم ويتسببون في إلحاق أشد الضرر بالآخرين. إن متابعة الطرق وما يجري عليها من تعديلات وخلوّها من الحواجز والخدمات هو- في تصوري- أمر ملح، وتفرضه الأعداد الهائلة من الحوادث المروعة، ومن أسف أننا لا نقيم دراسة لأسباب الحوادث وبالتالي لا نقوم بعلاجها. أما المخالفات المرورية فأجد من الضروري قيام حملة توعوية وبعدها يتم الضرب بيد من حديد على يد المخالفين في نظامٍ صارم لا مجال فيه للمراجعة، واستبعاد تام للتدخل البشري، بحيث يتم التعامل معها إلكترونيًّا، فهل تقوم الجهات المعنية بمثل هذه الإجراءات؟! [email protected]