خيراً فعلت ادارة المرور عندما حاولت رفع وعي قائد المركبة في المملكة العربية السعودية وذلك من خلال حملة الإعلانات في التلفاز والطرق (الوووو) إشارة منها إلى أن كلمة (ألووو) قد تكون نتيجتها موت محقق. ما يعني ان وقوع الحادث المروري لا يحتاج لأكثر من ثانية إلى ثانيتين ولكن لم يدر بخلد المسؤولين بإدارة المرور أن كلمة (الوووووو) التي وردت في إعلاناتهم باللغتين العربية والانجليزية على الطرق وخاصة السريعة منها قد تكون أسرع من (الووووو) الهاتف النقال في زيادة الحوادث المرورية كونها تشغل السائق وتأخذ جزءاً من وقته لقراءة الإعلان. وأنا هنا لا أريد أن أقلل من مخاطر استخدام الهاتف النقال اثناء القيادة وإنما أريد أن اعتب على المرور عتب مواطن محب لوطنه حريص على مصلحة أبنائه ومشاركة في تقديم ما يسهم في الحفاظ على أرواح البشر من خلال حقيقة أود توضيحها ومفادها كالتالي: إن وجود الإعلانات التجارية على جنبات الطرق السريعة كطريق الملك فهد والدائري بالرياض تعتبر من أهم الأسباب الرئيسية التي تتسبب في وقوع العديد من الحوادث المرورية حيث ان أي لوحة إعلانية تحتاج إلى حوالي خمس ثوان لقراءتها وهذه الخمس ثوان كفيلة بأن تقع فيها اسوأ الحوادث المرورية. وما لفت نظري أيضاً وجود إعلانات عن محاضرات أو منتديات يتم تعليقها على جسور تقاطعات الأنفاق، وغالباً ما تكون في مواجهة قائد المركبة تماماً، ويزيد الأمر سوءاً ان قراءة الإعلان يحتاج إلى مزيد من التركيز ومزيد من الوقت وغالباً ما يفشل الكثيرون من سائقي المركبات من معرفة محتوى الاعلان والتفاصيل الخاصة بموعد المنتدى أو المحاضرة والموقع وما إلى ذلك، نتيجة للسرعة التي لا تتناسب مع الزمن المطلوب لقراءة الإعلان ناهيك عن الجهد الذي يبذله الكثيرون في محاولة للقراءة وقد تكون النتيجة حادثاً مروعاً. وانطلاقاً من مسؤوليتنا المشتركة في تقديم أفضل ما يكمن من أفكار ورؤى تسهم بشكل فعال في التقليل من نسبة الحوادث لما لها من نتائج خطيرة جداً وتعتبر هذه الرؤى خدمة للمجتمع فإنني اقترح على الجهات المختصة في ادارة المرور بمنع وضع اللوحات الإعلانية على الطرق السريعة حتى لا تشغل سائقي المركبات وحتى لا تكون سبباً من أسباب الحوادث المرورية. ولذلك فقد اعتمدت الكثير من الدول الغربية في منع وضع أي ملصقات إعلانية أو لوحات على الطرق السريعة وذلك لتحقيق هدف نبيل هو الحفاظ على أرواح البشر.