- من يجيبني على سؤالي هذا، وعن علاقة الأنثى بالأنثى، التي يفترض أن تكون علاقة رائعة، وهي علاقة تختلف كثيرًا عن إدارتها، فهي وبكل أسف -في معظمها- علاقة مأزومة تغلب عليها صفة التعقيد وعدم القدرة على اتخاذ القرار، وهي إدارة تختلف تمامًا عن إدارة الرجل للرجل، وبالتحديد في قطاع التعليم، ومن خلال متابعتي لما يجري اكتشفت أن كثيرًا من المعلمات مغلوبات على أمرهن، حين يشاهدن المعلمين يذهبون في الصباح فقط للتوقيع في دفاتر الدوام، ومن ثم يغادرون المدرسة فورًا، بينما تبقى المعلمات في مدارسهن حتى الثانية عشرة ظهرًا، وحين سألت بعضهن عن سبب البقاء كانت الإجابة "المديرة تمنع الخروج قبل الساعة (12)".. لأنني ببساطة كنت أظن أن هناك أعمالا تفرض عليهن البقاء، لتأتي الإجابة بالنفي، وأن بقاءهن للحديث وشرب القهوة والشاي، والسؤال هو عن الفرق بين إدارة الرجل للرجل، وإدارة المرأة للمرأة، وبأمانة أكتبها وكلي ثقة بأن معظم النساء يكرهن إدارة المرأة لهن، ولو بودهن لاخترن الرجل، وقد لمست ذلك من خلال التجارب التي عشتها مع كثير من قريباتي، ووجدت معظمهن يقلن بأن معاملة المرأة للمرأة هي معاملة قاسية جدًا وفيها من التعالي، ومن أراد أن يتأكد من ذلك فما عليه سوى عمل استبيان ليرى الحقيقة الصادمة بعد جمع المعلومات وتبويبها، ومن هنا فإني أتمنى من كل امرأة تحتل منصبًا قياديًا محاولة إجابتي عن سبب القسوة، وفي يدي الكثير من الأدلة عليهن..!!! - أريد فقط أن اسأل المرأة عن أهم الأسباب التي دفعت بها لصناعة هذه العلاقة المتوترة بينها وبين أختها الأنثى، التي هي بحاجة للدعم والمساندة، لا سيما وأن هناك نساء يعشن متاعب أسرية كبيرة وظروفًا قاسية جدًا مع (الزوج)؛ مع (الأسرة)؛ مع (الأبناء)، وكثيرات منهن معاناتهن لا تحتاج إلى القسوة والعقاب الصارم بقدر ما هي تحتاج إلى الحكمة والإنصات الجيد، والقرار الإداري الذي يُسهِّل عليهن التغلب على المشكلة، والخلاص منها للأبد، وهنا يكون الفرق الكبير بين التعامل مع المشكلة بلطف وبعقلية متزنة؛ تعي أن الإنسان كائن يتعرض في كثير من الأحيان لظروف قهرية قد تصنع منه ومن تصرفاته ما يسيء له بغير قصد، وحين يتم التعامل مع هذه الظروف بأسلوب علمي وإداري حكيم ينهي المأساة ويصلح الخلل، وينتهي بنهايات سعيدة، بدلًا عن الشد والجذب وأسلوب استعراض القوة، وهو الأسلوب الذي أراه متبعًا من قِبَل الكثير من النساء القياديات في كثير من المرافق الحكومية، هي أمنية أتمنى أن أراها على أرض الواقع، لكي يبقى حب وحنان الأنثى مصدر سعادة للحياة كلها، أليست هذه الأمنية هي أمنية ثمينة..؟!!! - (خاتمة الهمزة).. كنت أظن أن إدارة المرأة لأختها إدارة حب وعناية ورعاية، لأنها هي الأقرب إليها من الرجل، لتكون الحقيقة الصادمة في تصرفات كلها أثقل من بعض، وأن معظم النساء يكرهن التعامل مع المرأة!!! وهي خاتمتي ودمتم. [email protected]