يشمل تاريخ المرور كثيرًا من العجائب فأول مركبة سارت بالمتور والدفع الذاتي كانت تسير في شوارع لندن في النهار ويسير أمامها ثلاثة رجال يحملون الأجراس ويطلبون من الناس إفساح الطريق للسيارة التي لم يكن لها الحق في السير أسرع من خطوات الإنسان، أما في الليل فيحملون الثلاثة معهم المشاعل ويدقون الأجراس مما جعل السيارات في ذلك الزمان تنقل الإنسان من مكان إلى مكان بالسرعة الطبيعية لخطوات الإنسان. أطلق الإنجليز بعد ذلك على القطار الذي يربط بين مانشيستر ولندن بسرعة خمسة وعشرين كيلو في الساعة الصاروخ.. اليوم توجد قطارات تسير بسرعة خمسمائة كيلو في الساعة مما يجعلها تقرب من سرعة الطائرات، هذه النبذة التاريخية عن حركة السير في الماضي تجعلنا نرى في الحاضر هذه الزحمة الخانقة التي تشهدها شوارع جدة وكل مدن العالم في ساعات ذروة المرور عند دخول وخروج الموظفين من أعمالهم. جندي المرور وظيفته في هذه الزحمة تنظيم حركة السير للسيارات، في الدول المختلفة ترى الجندي وهو يستخدم يديه وحركة جسمه في التأشير للسيارات يكون فرجة لاتقانه حركة الجسم واليدين مما يجعل كل السيارات تسير بشكل انسيابي وكم أعطت إدارة المرور هؤلاء الجنود الذين ينظمون سير السيارات مكافآت قيمة على اتقان عملهم في تنظيم حركة سير السيارات في الشوارع. مدينة برشلونة في إسبانيا لا يوجد بها جندي مرور ولا إشارات مرور لأن نظام السير فيها يتم من خلال الشوارع المتقاطعة من الشمال إلى الجنوب، ومن الجنوب إلى الشمال ومن الشرق إلى الغرب ومن الغرب إلى الشرق والأفضلية في السير للقادم من اليمين ممن يجعل السائق يسير بسهولة ويسر وينتبه فقط للقادم من يمينه فيفسح له الطريق هذا النظام في برشلونة عاصمة إقليم كاتلونيا يجعل السيارات تنساب في شوارعها بسهولة ويسر والسبب في ذلك أن إدارة المرور في العالم كله عند تعليمها للقيادة تخبر الراغبين في الحصول على رخصة القيادة أن السواقة تحتاج إلى حسن الأخلاق والذوق الرفيع لأنهما يؤديان إلى سلامة السير، هذه الحقيقة أن جندي المرور في العالم كله يخاطب السائق بأدب جم وبحزم ليطلع على أوراقه فإما أن يقتنع وإما أن يعاقبه كل ذلك يتم في لحظات وإذا غاب جندي المرور وحدث حادث تبادل السائقون أرقام بطاقة التأمين وتركوا شركتي التأمين تتجادلان في تحديد الخطأ وتكاليف الإصلاح. كل ذلك في لحظات ويعود السير في الشارع على ما هو عليه وغالبًا لا يتأثر السير بالتفاهم بين السائقين. السير بالسيارة في شوارع جدة فيه خطورة كبيرة خصوصًا بالنسبة للذين يحملون تصريحًا بالقيادة دون العمر النظامي مما جعل أسوأ من يسوق في شوارع جدة الشباب السعودي ويليهم في السوء من يقلدهم من البنجالة والباكستانية والهنود الذين يقلدون السعوديين في السواقة الطائشة. أطالب هنا بالغاء تصريح السواقة للشباب والاكتفاء فقط باصدار رخصة قيادة نظامية عندما يبلغ طالبها العمر النظامي ثمانية عشر سنة. أطالب جندي المرور أن يتحرك في تنظيم حركة السير في شوارع جدة لا سد الطريق في المداخل إلى الشارع الرئيس لأن ذلك يخنق حركة السير في شارع الخدمات وكم حاولت مع هؤلاء الجنود فك المدخل بابعاد سيارة الشرطة عنها ولكنهم لا يكلفون خاطرهم حتى بالإجابة عليّ أوعلى غيري من الذين شاهتهم يحدثون هؤلاء الجنود الذين يسدون الطريق بينما وظيفتهم فك الطرقات لكل السيارات حتى ينساب السير في الشوارع.. أطالب إدارة المرور أن توجه هؤلاء الجنود بفتح الطريق لا سده حتى تنساب بالسير في الشوارع ولا تصاب بالاختناق المروري في كل شوارع جدة إنها إحدى المسؤوليات الكبرى لإدارة المرور في جدة. مسؤولية كبرى تقع على إدارة المرور وهي سحب السيارات التي تقف أمام بيوت الغير أو في الأماكن الممنوعة وعندما طلبت من إدارة المرور سحبها من أمام باب بيتي اعتذرت لأن أصحاب السيارات يدّعون بأن في سياراتهم أموالًا ومجوهرات ويحملوننا مسؤولية ذلك، أولًا الشرطي رجل مؤتمن والأموال والمجوهرات ليست في حيز مثله وجندي المرور يسحب السيارة في كل الدنيا إذا وقفت في مكان خاطئ، أطالب سحب السيارات المخالفة.