من الأقوال ذات الوزن في مجال القيادة هذا القول «إن التقدم بكافة وجوهه يقتضي التغيير، لكن التغيير لا يؤدي بالضرورة إلى التقدم». وحيث أن تغيير القيادات الإدارية هو الأهم لأنه هو الذي قد يحدث الفرق، ويحدث التطوير، فإن الأجهزة والشركات تولي هذا الجانب أهمية كبيرة، وفي بعض الدول لابد من موافقة البرلمان على تكليف واختيار القيادات في المناصب العليا. ويعتمد نجاح القيادي على عوامل متعددة من أهمها امتلاك الرؤية، والقدرة على جعل العاملين معه ينفذون تلك الرؤية عن قناعة، واستثمار القوى البشرية بما يحقق أهداف التنظيم ويحقق الرضا الوظيفي في توازن وانسجام. وثمة من يعتقد أن القيادي الناجح هو الذي يتكيف للظروف المتغيرة، والأكثر دقة أن نقول إن القيادي الناجح هو الذي يستطيع إدارة التغيير، واستثمار الظروف المتغيرة لتحقيق أهدافه. أما الجوانب الأخلاقية المطلوب توفرها في القيادي فهي من الأساسيات والبديهيات، فهو الأنموذج والقدوة ولهذا تركز الأضواء الإعلامية على سلوكيات القياديين، وتبحث عن أخطائهم سواء كانت صغيرة أو كبيرة وقد تجرهم وسائل الإعلام إلى ساحاتها فينشغلون عن أعمالهم ومسؤولياتهم في الدفاع عن قراراتهم، وعندما يتحول القيادي إلى موقع الدفاع فإنه يفقد الكثير من طاقته وقدراته. وفي عصر العولمة، والتكنولوجيا تبحث الأجهزة والشركات والمؤسسات عن الكفاءات التي لديها مهارة التعامل مع عالم متطور ولديها العقلية المتفتحة للتفاعل الإيجابي مع الظروف المتغيرة على النطاقين المحلي والدولي. وإذا اردنا أن نكمل مواصفات الشخصية القيادية فلن ننسى عنصر الذكاء، والثقافة العامة، والصحة واللياقة والقدرة على الاتصال، وتوفر مهارة التحليل، واتخاذ القرار بعد دراسة البدائل المتاحة. ترى أين هو هذا القيادي، وكيف نحصل عليه ونصل إليه؟ وهل يتوفر لدى الجامعات والمعاهد من البرامج ما يهيئ لظهور القيادات المبكرة وما يساعد على تنميتها ورعايتها بهدف الاستفادة منها في المستقبل. إننا عندما نتحدث عن القيادات الإدارية لابد أن نشير إلى الدور القيادي للمدير، وللموظف مهما كان موقعه وطبيعة عمله ومستواه الوظيفي فالقيادة لا ترتبط فقط بكبار المسؤولين أو المدراء التنفيذيين في الشركات وهذا يعني أهمية اختيار الموظفين الأكفاء وأهمية اعتبار عنصر المهارة القيادية أحد العناصر الأساسية في هذا الاختيار. يشير مدير مجلس إدارة إحدى الشركات إلى مسألة اختيار الموظف القدير الذي يمتلك المواهب المطلوبة فيقول إنه يشارك شخصياً في اختيار الخمسة والسبعين موظفاً على رأس الهرم الوظيفي في شركته وهذه التجربة قادته إلى نتيجة مفادها أن المدير التنفيذي يجب أن يساهم شخصياً في مقابلة المرشحين والتركيز على توظيف أفراد من خلفيات متنوعة، وتجنب تعيين أشخاص لمجرد إرضاء أطراف خارجية. ومن المعلوم أن بعض الشركات تضع برامج تهدف إلى تدريب وإعداد الكوادر لشغل المناصب القيادية في المستقبل. ويرى رئيس إحدى الشركات بأن إحدى سمات المؤسسة الناجحة في المستقبل سيكون القدر الذي تستثمره المؤسسة في تنمية وتأهيل الأفراد العاملين فيها، وأن اجتذاب الأفراد وتوظيفهم الذين يتمتعون بكفاءة عالية وتمهيد الطريق امامهم لاستغلال طاقاتهم أصبح ضرورة ملحة في كل من القطاعين الحكومي والأهلي. علينا إذن أن نمتلك بطاقة دخول لبنك القيادات كلما أردنا البحث عن التطوير. [email protected]