المدرسة اليوم هي حكاية الغد الذي ننتظر وهو اليوم المهم في حياتنا لأن المدرسة هذه هي التي تصنع الطبيب والمهندس والعالم والطيار والضابط ومن خلال معطياتها تصبح الحياة أكثر بهجة وحضارة، هذه هي المدرسة التي يذهب إليها الصغار اليوم وهم في قمة اليأس لماذا ؟ وهو السؤال الذي يفترض أن يخدم العملية التعليمية لكي لا تصبح المدرسة المكان الذي لا يمنح التلميذ او التلميذة سوى اليأس والإحباط , لأنني أرى وأتابع عن قرب كل مايهم المدرسة ، أشاهد الكرسي والماصة والجدار والكتاب والقلم والمعلم والفناء وأبكي جدا حين أرى بعض المدارس الحكومية المستأجرة في واقع مر , لا وبعضها يعمل على فترتين صباحية ومسائية ,كل هذا صنع من نفوس التلاميذ كرهاً للدراسة يوازي كرههم للموت و كلهم يذهبون وهم يحملون حقائبهم بكسل ويعودون منها فرحين وكأنهم عصافير غادروا الجحيم ، والسؤال لماذا يحدث كل هذا ؟؟ هل لأن المدرسة أنيقة تم بناؤها واختيار موقعها بعناية ووضعت في أولوياتها التلميذ وحاجته للخروج من الكآبة للفرح وتعليمه بالطرق الحديثة بدلاً من الكتاب والسبورة والطبشورة والتلقين لينتهي الأمر بغياب المعلم العاشق للمهنة وهو مايضيف للكره كرهاً أكبر ..!! هذه هي حقيقة بعض مدارسنا التي ليس فيها سوى الشحوب.. لا موقع ، لا نظافة ولا جمال ولا ولا و ألف لا تلي كل ما تقدم لتصنع في النهاية مخرجات هشة وجيلاً محبطاً جداً و كل مافي ذهنه ليس سوى ذكريات أليمة لأيام البؤس والشقاء !!!...،، قديماً كانت الحياة بسيطة أما اليوم وبفضل الثورة العلمية اصبح الكون كله قرية وهنا علينا أن نفكر جيدا في طريقة بناء الأجيال بمثالية وأسلوب يليق بالمرحلة، كما علينا أن نتخلص من كل السلبيات لكي نبني وطناً كبيراً ومن يبني الوطن سوى بناته وأبنائه هكذا ينبغي أن نكون نحن في إدارتنا للعملية التعليمية لأن بناء الإنسان ونموه هو الأهم بكثير من بناء المكان وأن الإنسان المستنير يبني وينمّي بينما يهدم الجاهل أجمل البنيان والمنجزات ..ومن هنا فإني أتمنى أن تعي وزارة التربية قيمة المهمة لتصنع الفرح الحقيقي الذي نتمناه للوطن ولأنني لم أجد في بعض مدارسنا اليوم سوى اليأس قررت أن أقول لمن يهمه أمر التعليم هنا وأقصد في مدينة جدة أن مهمتك هي في أن تذهب لكل المدارس ، تذهب للقرية أولاً وكل الأحياء البسيطة قبل زيارتك المدارس الراقية وان تقيّم للمسئول الأول عن التعليم الواقع لكي يكون قراره جيداً يقدم الحلول الناجعة !!...،،، ( خاتمة الهمزة) .. لن أتحدث هنا عن حقوق معلم أو معلمة بل عن حقوق( حارس) بالمتوسطة الخامسة للبنات والذي خرج من سكنه بالمدرسة بحجة ترميمه فكانت مأساته ان يدفع( 1000 ) ريال من راتبه الصغير وهو ما يزال ينتظر الفرج الذي ربما يطول !! ما أتمناه من مسئول التعليم في محافظة جدة متابعة كل المدارس والجنوب قبل الشمال.. والحديث عن( عطية ) هذا المسكين حديث مفصل في المقال القادم وهي خاتمتي دمتم . [email protected] [email protected]