ماذا يعني أن تتضمن كلمة الرئيس المصري د. محمد مرسي أمام قمة عدم الإنحياز في طهران أمس بقوله إن دعم الشعب السوري في مواجهة النظام القمعي واجب أخلاقي وأن النظام السوري غير عادل وظالم وأن الدم السوري في رقابنا غير أنه انتقاد لاذع مباشر وصريح لطهران في عقر دارها ؟.. وماذا يعني أن يغادر الوفد السوري القمة احتجاجًا على تلك الكلمة سوى أنه هروب من مواجهة الواقع المزري الذي يعيشه ذلك النظام وهو في طور الاحتضار وتصرف غير لائق بروتوكوليًا إزاء الحليف الأقرب لطهران لأن الانسحاب يعتبر في حد ذاته إساءة للدولة المضيفة أكثر منه احتجاجًا على كلمة رئيس دولة عربية في حجم مصر ومكانتها؟.. وماذا يعني أيضًا الانتقاد المباشر الذي وجهه السكرتير العام للأمم المتحدة بان كي مون لطهران على هامش تلك القمة عندما عبر عن قلقه في شأن انتهاكات إيران لحقوق الإنسان سوى أنه انعكاس لاستياء المجتمع الدولي كله من استمرار تلك الانتهاكات ؟ من الواضح أن المحاولة الإيرانية لاستغلال القمة لتحسين صورتها وتحقيق اختراق على صعيد التخفيف من العقوبات الدولية المفروضة عليها، والتخفيف من الانتقادات الدولية المتواصلة الموجهة إليها بشأن ملفها النووي المثير للجدل خاصة مع اقتراب صدور تقرير جديد للوكالة الدولية للطاقة الذرية الذي يتوقع المراقبون أن تكون لهجته أكثر حدة من التقرير السابق، وتزامن ذلك كله مع زيادة نبرة التهديدات الإسرائيلية الموجهة لطهران، من الواضح أن تلك المحاولة باءت بالفشل حتى قبل أن تنفض القمة، حيث لم تنجح جهود المرشد الأعلى للثورة الإيرانيه آيه الله علي خامنئي، والرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد ووزير الخارجية علي أكبر صالحي في التأثير على ممثلي 120 دولة جاءوا إلى طهران وهم يمنون أنفسهم بعودة الروح لمجموعة عدم الانحياز التي لم يتراجع دورها بعد انتهاء الحرب الباردة فقط، وإنما بدأت تتخذ مسارًا مغايرًا تمامًا لمعنى عدم الانحياز عندما اختارت بعض دولها الانحياز ضد إرادة شعوبها واختارت أن تستخدم العنف والقمع كأداة لإخضاع تلك الشعوب المغلوبة على أمرها وحيث يقدم النظامان الإيراني والسوري نموذجًا واضحًا لهذه الممارسات التي لا تمت بصلة لمبادئ دول عدم الانحياز.