سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
جبال السروات والخرسانة الجاهزة أضعه تساؤلاً عن صحة إطلاق مسمى جبال على جبال السروات وهي لا تنحدر إلا من جهة واحدة، وبقية جهاتها ما هي إلا امتداد لهضبة نجد
سأتطرق اليوم لموضوعين: الأول عن مفهومِي للجبال، والثاني عن مصانع الخرسانة الجاهزة. بالنسبة للموضوع الأول، فمفهومي للجبال هو أنها عبارة عن كُتل صخرية ترتفع عما حولها من الأرض، ولها قمم عالية، كما أنها ذات انحدارات من جميع جوانبها. وعندما نتأمل في المفهوم السابق ونسقطه على جبال السروات نجده لا ينطبق تمامًا عليها؛ إذ إنها تفتقد لصفة الانحدار من جميع جوانبها، فهي لا تنحدر إلا من جهة واحدة هي الجهة الغربية المطلة على سهول تهامة والبحر الأحمر. وعندما ننظر لجبال السروات من علوٍّ نجدها تُمثل (نهاية) أو (حافة) هضبة نجد من الناحية الجنوبية الغربية، وهذه الحافة تتميز بانحدارها الشديد، وهو ما جعل الجيولوجيين يطلقون على تلك الحافة الممتدة من الطائف شمالاً حتى باب المندب جنوبًا مسمى (جبال). ومما يزيد حالة عدم الاطمئنان للمسمى هو أنك حينما تصعد جبال السروات من جهتها الغربية وتصل إلى القمة فإنك لا تجد في الطرف الآخر انحدارًا ظاهرًا، بل تدرجًا بسيطًا لا تكاد تشعر به، ولو تابعتَ سيرك لوصلت إلى وسط هضبة نجد ولم تشعر بانحدار. لذا، ومن وجهة نظر خاصة أرى أن جبال تهامة كجبال (رضوى وأُحد والنور وشدا وفيفا) هي نماذج حقيقية للمفهوم الصحيح للجبال. أنا هنا لا أجزم بصحة مفهومي للجبال وبالتالي حُكمي على جبال السروات، لكنني أضعه تساؤلاً عن صحة إطلاق مسمى جبال على جبال السروات وهي لا تنحدر إلا من جهة واحدة، وبقية جهاتها ما هي إلا امتداد لهضبة نجد، بمعنى أنها مجرد نهاية أو حافة لهضبة. بالنسبة للموضوع الآخر، فهو يتعلق بمصانع الخرسانة الجاهزة التي انتشرت في كل مكان، وأصبحت لدينا المعتمَد الأول في عملية البناء والتعمير. تساؤلي ينصب على حجم الثقة التي نضعها في هذه المصانع، فجلُّنا إن لم يكن كلنا لا نعرف الاشتراطات والمواصفات المطلوب توافرها في الخرسانة الجاهزة. فمن يضمن لنا صحة النِّسَب في كميات الماء والإسمنت والبطحا والخرسانة؟ ومن يضمن لنا المدة الزمنية لصلاحية هذه الخرسانة؟ ومن يضمن لنا عدم إضافة كميات من الماء في الخلاطة بعد خروجها من المصنع؟ ومن يضمن لنا صلاحية وجودة الإسمنت المستعمَل؟ ومن يضمن لنا وجود مهندسِين مختصين يشرفون على مراحل إنتاج هذه الخرسانة؟ ومن يضمن لنا وجود عمالة مدربة في تلك المصانع؟ ومن يضمن لنا الوفاء بكمية الأمتار المكعبة؟ وهل الأوقات كلها مناسبة لصب الخرسانة في أعمدة وأسطح العمائر؟ وكيف يمكن التأكد من مقاومة الصبة للضغط؟ وتتكاثر الأسئلة عن الخرسانة الجاهزة بحجم جهلنا بها. وهنا نتساءل عن الجهة المسؤولة عن مراقبة ومتابعة مصانع الخرسانة الجاهزة، من هي؟ وما هي أدوارها؟ وهل لها جولات مستمرة على هذه المصانع لمراقبتها، والتأكد من جودة مخرجاتها؟ وهل وقفت هذه الجهة المسؤولة على بعض العمائر لأخذ عينات من صباتها وفحصها للتأكد جودتها؟ ولو حصل انهيار لأحد الأسقف أو حدثت بعض التشققات، فمن يضمن للمواطن حقه بعد ذلك؟ الأمر يحتاج إلى إجابة عن التساؤلات السابقة؛ حتى يكون المواطن على بينة من أمر هذه المصانع. [email protected]