واصل موزعو الأسمنت في محافظة القنفذة البيع بأسعار مرتفعة جدًا، رغم أن الأسعار استقرت نسبيًا في كثير من المناطق وعلى رأسها مكةالمكرمة، ووصل سعر الكيس في القنفذة 23 ريالا، مستغلين غياب الجهات الرقابية على حركة البيع . وعلمت «المدينة» بقيام بعض أصحاب الشاحنات بالوقوف بعيدًا عن ساحات البيع الرسمية ويقومون ببيع كميات ضخمة لوسطاء يقومون بإعادة بيعها بسعر أعلى بعد «تعطيش السوق». من جانبه أوضح عمرالسيد»مواطن» أن سوق الأسمنت يشهد تلاعبًا كبيرًا من قبل الموزعين وعلى رأسهم التجار الذين من يقومون بوضع التسعيرة التي ترضى أطماعهم دون مراعاة لظروف المستهلكين . وقال :»هناك شاحنات تقف بعيدًا عن ساحات البيع هدفها الأول هو تجفيف السوق ثم بعد ذلك يتواجدون داخل الساحات بعد أن يضمنوا أن كثيرًا من المواطنين يبحثون عن الأسمنت فيقومون حينها بالبيع بأسعار مرتفعه جدًا». أما المواطن علي المرحبي فقال: إن سكان محافظة القنفذة يعانون من عدم وجود فرع لوزارة التجارة لمحاسبة المتلاعبين بالأسعار، كما أن الأجهزة الرقابية الأخرى لا تقوم بدورها بشكل نظامي وجاد، ودلل على ذلك بانخفاض أسعار الأسمنت في كثير من المناطق والمحافظات، في حين ارتفاعها بالقنفذة. وطالب المرحبي المسؤولين في المحافظة بتكثيف الرقابة على أسواق الأسمنت لمنع التلاعب الاستغلال من قبل بعض التجار والموزعين، فيما يشير محمد القوزي إلى أن ما يزيد من تلاعب بائعي الأسمنت هو عدم وجود مكان محدد للبيع حيث ينتشرون في أماكن مختلفة وبعيدة عن السوق مما يصعب مراقبتهم. وأضاف القوزي أن بعض موزعي الأسمنت يبيعون بالقرب من مستودعاتهم والآخرون في محيط مجمع تجاري، وهو ما يزيد من صعوبة السيطرة عليهم ومراقبتهم، وأضاف:»من المفترض أن يجتمعوا في الأماكن المخصصة للبيع من قبل البلدية».ويعترف صالح الشريف»موزع» أن الأسعار بالفعل مرتفعة، معللا بذلك لما يتعرضون له خلال ارتفاع تكاليف الشحن بالإضافة إلى الإجراءات الطويلة والمعقدة التي يتخذها العاملون داخل مصانع التوزيع، وأشار أنه في حالة توفر كميات كبيرة من الأسمنت ستنخفظ الأسعار. وعن تعطيش السوق يقول الشريف:» نعم هناك موزعون يستقطبون كميات من الأسمنت ويحتفظون بها داخل المزارع والمستودعات حتى يختفي الأسمنت من السوق نهائيًا بعدها يقومون بالبيع بالأسعار التي يريدونها مستغلين بذلك الطلب المتزايد من قبل أصحاب المباني». وفى سياق متصل تراكمت خسائر شركات الخرسانة الجاهزة للشهر الثاني على التوالي بعد عجز تلك الشركات عن كبح جماح ارتفاع أسعار الأسمنت فيما تعد شركات الخرسانة الجاهزة أحد الروافد التنموية والإنشائية سواء للمشاريع الحكومية أو الوحدات السكنية خاصة في مكةالمكرمة. وقال رئيس لجنة الخرسانة الجاهزة بمكة وعضو مجلس إدارة غرفة مكة سعود الصاعدي: إن شركات الخرسانة الجاهزة حققت خسائر خلال الشهرين الأخيرين وأن أزمة الأسمنت ألقت بظلالها على صغار المستثمرين في إنشاء وحدات سكنية. وتبلغ مصاريف بعض شركات الخرسانة الجاهزة ل12 ألف ريال يوميًا تمثل أجور عمال متوقفين عن العمل مما جعل الشركات تدفع ثمن نقص الأسمنت وارتفاع سعره . وقال :»في السابق كنا نحضر الطن من الأسمنت ب 290 ريالا والآن وصل السعر ل 390 ريالا وأكثر ولا نجد الكمية المناسبة بمعنى أنه لا يتوفر فالمصانع تقول: لم نرفع السعر والناقل للخرسانة يقول: أصبحنا نتأخر بالأيام للحصول على الحمولة المناسبة «. وأوضح أن المشروعات التنموية والتطويرية التي تشهدها العاصمة المقدسة حاليًا، تستدعي الزيادة في إنتاج مادة الخرسانة الجاهزة. وقال الصاعدي ان خسارة بعض المصانع الخرسانة يتضاعف يوميًا، فالمصنع الواحد يضم نحو 125 عاملاً تقريبًا، وأشار الصاعدي إلى أن مشكلة الأسمنت نتيجة زيادة في الطلب على الأسمنت مع نقص المعروض، ولم يعط توقعات حول قرب انفراج الأزمة الأسمنت، موضحًا أن سوق الخرسانة في مكةالمكرمة تعتبر من أقوى الأسواق؛ نظرًا لتنفيذ جملة من المشاريع التنموية العملاقة، مثل الخطوط الدائرية وتوسعة الساحات الشمالية وارتفاع وتيرة البناء والتشييد في قطاع الإسكان الفندقي، والوحدات السكنية الخاصة، الأمر الذي دفع بشركات الخرسانة إلى تمديد ساعات العمل بدوام إضافي لتغطية الطلب عليها.