انعكست ازمة شحّ الاسمنت في مدينة جدة، وارتفاع اسعاره في حالة وجوده، على خطوط الانتاج في مصانع الخرسانة الجاهزة، إذ علقت بعض المصانع الانتاج لحين انفراج الازمة التي بدأت شرارتها منذ 6 اسابيع تقريبا، وعلى الرغم من ان تلك المصانع تعتمد على الاسمنت السائب، وليس المعبأ، إلا ان تراجع انتاج بعض مصانع الاسمنت، وتوجيه مصانع أخرى، انتاجها لتغطية الطلب المرتفع على المنتج ، حال دون توريد الكميات المعتادة لتأمين الانتاج في مصانع الخرسانة الجاهزة. وعلى الرغم من تراجع الانتاج، وتوقف خطوط انتاج بعض المصانع، فإن هناك ارتفاع في سعر متر الخرسانة الجاهزة، وصل حسب متعاملون في السوق إلى 30 في المائة، وهو ما أدى بدوره إلى تواقف عملية البناء لكثير من اصحاب العمائر الخاصة، وعزا متعاملون في سوق الخرسانة ارتفاع السعر إلى ارتفاع تكاليف النقل، والصيانة، وكذلك العمالة، وهو ما أدى إلى تلك الزيادة التي تزامنت مع شح توريد الاسمنت للمصانع. «المدينة» ومن خلال جولة قامت بها على مجموعة من مصانع الخرسانة الجاهزة في جدة أمس ، رصدت توقف خطوط الانتاج ، والعمال ملتزمون بمواقعهم دون عمل بسبب قلة توريد المادة الخام»الاسمنت» لعمل الخلطة الجاهزة. توقف الانتاج ويقول صالح المعبدي «مدير المبيعات في إحدى الشركات الشهيرة لانتاج الخرسانة الجاهزة في جدة»: المصنع متوقف بالكامل عن الانتاج بسبب الشح الشديد في توريد الاسمنت. واضاف: حاولنا تنويع مصادر تمويل الاسمنت، فبعد أن كنا نجلب من مدينة رابغ، توجهنا إلى مصانع في مدينة الرياض، وهذا بالطبع يرفع سعر تكاليف النقل والتوريد، ومع ذلك فإن المتوفر لا يغطي حجم الانتاج. واوضح المعبدي، إن سعر السنتيمتر المكعب يتراوح حاليا بين 10 الى 15 ريالا ويؤكد ان بعض المواطنين الذين لديهم عمائر سكنية تحت الانشاء، ومشاريع تجارية، من المتعاملين مع «المصنع» توقفوا عن العمل في عملية البناء بسبب شح الاسمنت. وطالب المعبدي، وزارة التجارة بتشديد الرقابة على الاسواق، لمنع المتلاعبين ، ومراقبة سيارات التحميل التي تتعمد اخفاء الاسمنت لبيعه بأسعار مرتفعة، وهو ما ادى إلى ظهور شحّ بالمنتج في الاسواق، وأخلّ بتوازن سوق العرض والطلب في سوق الاسمنت بجدة. وفي موقع آخر لأحد مصانع الخرسانة الجاهزة في جدة، أكد مديره حسين القحطاني، أن هناك تراجعا في خطوط الانتاج، مشيرا إلى ان الاسمنت وخطوط الانتاج كانت تعمل قبل 6 أشهر بكامل طاقتها، اما الان فإن بعض الخطوط توقف العمل بها نظرا لقلة المعروض من الاسمنت. وقال القحطاني: نعمل الان بنصف طاقة انتاج المصنع، أي بنسبة 50 في المائة، بسبب انعدام المصدر الاساسي وهو الاسمنت، مشيرا إلى ان الطفرة العمرانية التي تعيشها مدينة جدة وكثرة المشاريع ، أدت إلى زيادة الطلب على الاسمنت وعلى الحديد والخرسانة الجاهزة، وهذه الاسباب مجتمعة عملت على زيادة الطلب، ولكن قلة المعروض والتوريد تسبّبا في تراجع الانتاج. ويرى القحطاني، أن الحلول تكمن في زيادة الرقابة على السوق بحيث تعيد تلك الرقابة حالة التوازن في السوق، وتقلل من عملية الشح الشديد، ولفت إلى ان هناك بعض المصانع رفعت اسعارها، إلا ان المصنع لم يقم بزيادة سعر السنتيمتر المكعب للبلك بل مازال هو نفس السعرالسابق ولا يوجد قدرة لزيادة الاسعار من جانبه يقول المشرف على العمال بأحد المصانع في جدة، ويدعى أحمد: ان المصنع يعاني من عدة ازمات من اهمها ازمة البطحا وازمة الاسمنت وازمة الخرسانة ويؤكد انه لم تمر فترة مثل هذه الفترة السيئة على المصنع. ويقول مدير المبيعات في إحدى الشركات» فضّل عدم ذكر اسمه» :ان الحاصل حاليا في المصانع الخرسانية بسبب ازمة الاسمنت، مشيرا إلى وجود تراجع في خطوط الانتاج ، والتكلفة ارتفعت بشكل ملحوظ، حتى ان الطلب تراجع على الخرسانة، ونتمنى ان تنتهي تلك الازمة في القريب العاجل. نصف الانتاج اما محسن عبدالله»مدير مصنع للخرسانة» فيقول : إن مصنعه تراجع حجم الانتاج فيه إلى النصف، مشيرا إلى ان اغلب المصانع المحيطة به، تراجع انتاجها، والبعض الاخر توقف حاليا لا سيما مع قلة توريد الاسمنت، والذي اعتبره مكلفا ويسبب خسائر للبعض. واضاف: أسعار اكياس الاسمنت في الخارج مرتفعة، وهذا يؤثر على الحركة الانشائية والطفرة المعمارية التي تشهدها جدة. وقال: مصنعنا يعمل حاليا 3 ايام فقط ، بعدما كنا نعمل سابقا على مدار الاسبوع.