في التطورات الأخيرة في الأزمة السورية ما يثير الانتباه، فعدا تجميد القمة الإسلامية الاستثنائية التي انعقدت مؤخرًا في مكةالمكرمة بمشاركة 57 دولة إسلامية لعضوية سوريا في منظمة التعاون الإسلامي، أظهرت الولاياتالمتحدةالأمريكية وبريطانيا وفرنسا مؤخرًا موقفًا إزاء نظام الأسد والقوى الداعمة له أقل ما يوصف به إنه يحمل لهجة جديدة أكثر حدة من أي موقف سابق، وهو ما اتضح أمس الأول في بحث الدول الثلاث سبل دعم المعارضة السورية، والتوافق على أن استخدام نظام سوريا للأسلحة الكيماوية أو التهديد باستخدامها أمر "غير مقبول على الإطلاق" وسيجبرهما على "إعادة النظر في أسلوب تعاملهما" مع الأزمة، وذلك في أعقاب التحذير الروسي الصيني للغرب بعدم اتخاذ إجراء من جانب واحد.كما لابد من ملاحظة التغير الكبير الذي طرأ على الموقف الفرنسي في غضون ذلك، وهو ما اتضح في تحول فرنسا إزاء الملف السوري من موقف التردد إلى موقف التشدد من خلال مسارعة الرئيس فرنسوا هولاند فور عودته من إجازته إلى استقبال المبعوث الدولي الجديد الأخضر الإبراهيمي ورئيس المجلس الوطني السوري عبدالباسط سيدا، وهو ما اكتسب أهمية خاصة لأنه يتزامن مع تسلم فرنسا الرئاسة الدورية لمجلس الأمن، إلى جانب ما حمله اللقاءان من رسالة هامة أمكن قراءتها من تصريح هولاند بقوله إنه لا يمكن التوصل إلى حل سياسي في سوريا بدون تخلي الرئيس بشار الأسد عن السلطة. الموقف الروسي – الصيني الذي أعطى الضوء الأخضر للنظام السوري للمضي قدمًا في جرائمه ضد الإنسانية من خلال استخدامه الفيتو ثلاث مرات في مجلس الأمن، والداعم الرئيس لنظام الأسد الذي حصد حتى الآن ما يربو على 23 ألف قتيل من شعبه عدا آلاف الجرحى والمعتقلين وعشرات آلاف المشردين واللاجئين، وإمدادات السلاح والعناصر المسلحة التي تأتيه من إيران وحزب الله، هذا الوضع الراهن يقسم العالم مرة أخرى إلى معسكرين بما يحمل نذر حرب باردة جديدة أشعلها مجرم حرب جديد تجرد من كل نوازع الإنسانية، وحيث بات من الواضح أن السبيل الوحيد لنزع فتيل تلك الحرب بما يحقق الأمن والسلام الدوليين يكمن في تخليص العالم من شرور هذا المجرم.