بثت القنوات الإخبارية الفضائية على مدار الأيام الفارطة تقارير من الداخل السوري، ونقلت للعالم "المتحضر" ما يجري في سوريا الحرة في أيام عيد الفطر من قتل ممنهج، وهدم للمنازل، وبيوت المدن، والقرى السورية على رؤوس ساكنيها بقنابل وصواريخ من طائرات نظام الأسد الوحشي، ودباباته التي دكّت كل شيء جميل في ذلك الوطن العربي العزيز، واستفاق الناس على يوم عيد حزين وسط رعب ومجازر مروعة لا يمكن تصوّر حدوثها في أي عصر إلاّ في عصر جاهلية نظام الأسد وزمرته المجرمة! هذا المجرم السفَّاح يرد على اجتماع قمة التضامن الإسلامي في مكةالمكرمة بقتل المسلمين والعرب، وذبحهم أمام مرأى دعاة الديمقراطية في شرق وغرب؛ فيا لها من ديمقراطية لا تُجيد سوى الكذب والتصريحات في اجتماعات المخادعة والمداهنة السياسية. لقد أهدى الأسد ونظامه القاتل أطفال سوريا بدلاً من ثياب العيد والأمان، أهداهم الأكفان والحِرمَان من الاستقرار والأمان، شرّد الآلاف وقتل مثلهم، وحرق أضعافهم، ومزّق أوصال الأطفال ليتلذَّذ هو وعائلته برائحة الدماء، وليُصلِّي مذعورًا وسط غابة من المنافقين حوله! وبعد ذلك الدمار والعار تأتي "سيدة الديمقراطية في العالم" روسيا لتقول إنه يجب على الولاياتالمتحدة ألا تفرض على النظام السوري ديمقراطية القنابل..! يا إلهي؟ وهل ما تقوم به طائرات الأسد ديمقراطية في نظر لافروف وبويتن؟! إنها الشيوعية بصورتها القبيحة ونظامها الاستبدادي، والروس معروفون منذ الأزل بدعم الديكتاتوريات في العالم، ومنطقهم القوة، وإلاّ لما سجنوا فرقة غنائية هتفت ضد بوتين! أين الديمقراطية في وطنهم! يكذبون ويُماطلون ويُحاولون فرض أسلوبهم الديكتاتوري على العالم ويريدونه أن يُصدِّق أكاذيبهم! ألا ترى روسيا كيف عايد الأسد شعبه، وذبح أطفالهم، واغتصب نساءهم؟! يبدو أن بوتين ولافروف مصابان بالعمى، وليته عمى البصر، بل عمى في القلب والتفكير، وهنا لا نترحم على حال الشعب السوري فحسب؛ بل على شعب روسيا الذي تحكمه قيادة قمعية تريد أن تُصدِّر ديمقراطية القتل للعالم كله! [email protected]