أقحم بعض الكتّاب الغربيين في صحف بريطانية وفرنسية أنفسهم في قضية سوريا، وتدخلوا بصفاقة في تحليل الأحداث بطريقة تنم عن ثقافة متناقضة، تتجاهل الحدث الرئيس وهو قتل الأبرياء، والأطفال، والنساء، والكهول على يد نظام مفلس وحاقد لا يعرف سوى القتل والإبادة المتعمدة للتشبث بالحكم! وبرز التناقض في طرح هؤلاء عندما حاولوا التعريض بالمملكة العربية السعودية مدّعين أنها تتبنى مصالح معينة في وقوفها إلى جانب الشعب المظلوم والمكلوم؛ فعن أيّ مصالح يتحدث أولئك المغرضون؟! السعودية كانت -ولازالت- أفضل البلدان العربية في مشاريع التنمية المستدامة، واحترام حقوق الإنسان، وكافة القضايا المتعلّقة بالشأن العربي أو الإنساني؛ والتأريخ يشهد أن السعودية قدمت ملايين المليارات لمساعدة الناس في كل بقعة على وجه الأرض؛ وهو الأمر الذي لم تقم به دول غربية مجتمعة؛ وحين وقفت السعودية إلى جانب الشعب السوري كانت تقف إلى جانب الحق وكرامة الإنسان، وهذا أكبر دليل على وقوفها مع الشعوب، وأنها لا تخشى الثورات كما زعم بعض الحاقدين؛ السعودية بلد سلام وأمن وخير لكل العالمين، والسعودية تحظى -ولله الحمد- بقيادة رشيدة ذات مبادئ راسخة، ولم تقم بقتل شعبها، أو توجيه فوهة المدافع وراجمات الصواريخ والطائرات إلى بيوت المساكين والفقراء، كما يفعل بشار الأسد وحزبه، الذي بالغ وجار على الضعفاء والمغلوب على أمرهم؛ حيث ترك إسرائيل ومعه ما يُنعت ب»حزب الله»، واتجهوا إلى قتل الأطفال والنساء في حمص ودرعا وغيرهما من البلدات والمدن السورية المنكوبة! فأين ثقافة كتّاب الغرب من وحشية الأسد؟ وأين هم من قتل زملائهم الصحافيين في سوريا؛ أم أن المسألة فرصة للنَّيل من بلد عظيم، يدعو قادته وشعبه إلى إحلال السلام في العالم بتحقيق العدالة الاجتماعية وبناء الإنسان! إن «الديمقراطية» لدى بعض مفكري الغرب هي الهجوم على الدول الإسلامية الكبرى كالسعودية بذريعة وبدونها؛ وهذا دليل واضح على الاستقصاد، وتعمد الإساءة دون مبرر؛ وكنت أتوقع من بعض الكتاب الغربيين الذين يدعون الحرية ودعم الإصلاح في الدول العربية أن يكونوا هم أول من يطبق هذا المبدأ! وختامًا أجزم أن السعودية ليست بحاجة إلى وصاية ساسة وكتاب الغرب، وقادتها يعرفون بتوفيق الله ثم بحكمتهم اختيار الطريق الصحيح للتصدي لأنظمة فاشلة وحاقدة! [email protected]