أعرب مسؤول حكومي سوري كبير أمس عن الاستعداد للبحث في إمكانية استقالة الرئيس بشار الأسد في إطار مفاوضات مع المعارضة، في حين أعلن رئيس المجلس الوطني السوري عبد الباسط سيدا من باريس أن العمل جار سريعًا لتشكيل حكومة انتقالية للمعارضة، وفيما تواصلت الاشتباكات بين القوات النظامية والمقاتلين المعارضين في بعض أحياء مدينة حلب في شمال سوريا، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي أشار إلى مقتل 128 شخصَا في أعمال عنف في مناطق سورية مختلفة. و بدأ جيش النظام السوري هجومًا واسعا، برًا وجوًا، بالدبابات والطائرات على بلدة «قسطل معاف» في اللاذقية، لاستعادتها من الجيش الحر. ويعتبر هذا التحرك العسكري أول اندلاع كبير للقتال في هذه المنطقة الاستراتيجية الواقعة على مسافة 8 كيلو مترات فقط من الحدود مع تركيا، وقال نائب رئيس الحكومة السورية قدري جميل أمس في موسكو في ختام لقاء مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف «على طاولة الحوار لا شيء يمنع أن تبحث أي قضية يمكن أن يفكر أو يطلب بحثها أحد المتحاورين، حتى هذا الموضوع يمكن بحثه» وذلك ردًا على سؤال حول إمكانية إستقالة الرئيس السوري، لكنه تدارك «وضع التنحي كشرط قبل بدء الحوار يعني ضمنا إقفال طاولة الحوار قبل بدئها». وسارعت وزارة الخارجية الأميركية إلى إبداء شكوك كبيرة في احتمال إجراء مشاورات حول استقالة الرئيس السوري، وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية فكتوريا نولاند «أطلعنا على المعلومات حول هذا المؤتمر الصحافي (الذي عقده) نائب رئيس الوزراء السوري بصراحة، لم نر فيه أي جديد استثنائي». من جانبه، اعتبر لافروف أن على الدول الأجنبية أن تكتفي بتهيئة الظروف للبدء بحوار بين مختلف الأطراف المتنازعين في سوريا. وقال لافروف بعد أن لوحت واشنطن بالتدخل العسكري في سوريا في حال نقل أو استخدام أسلحة كيميائية «المصالحة الوطنية السبيل الوحيد لوقف إراقة الدماء في أسرع وقت وإيجاد الشروط ليجلس السوريون إلى طاولة المفاوضات لتقرير مصير البلاد من دون أي تدخل اجنبي». وفي باريس أعلن رئيس المجلس الوطني السوري عبد الباسط سيدا أن هناك «عملًا جديًا للإعلان سريعًا» عن حكومة انتقالية في سوريا. وقال سيدا في ختام لقاء لوفد من المجلس الوطني مع الرئيس الفرنسي فرنسوا أولاند في قصر الأليزيه «نجري مشاورات معمقة مع مختلف المكونات السورية» بشأن تشكيل حكومة انتقالية، مضيفاً «نحن نعمل جادين للإعلان سريعًا عن هذه الحكومة بعد الإنتهاء من المشاورات».