مسلسل عمر الذي يبث على قناة (إم بي سي) خلال شهر رمضان المبارك، يُجسِّد شخصية عمر الفاروق.. هذه الشخصية العظيمة التي كان لها دور كبير في التفريق بين الحق والباطل، فكان الرسول الكريم صلي الله عليه وسلم قد دعا: اللهم أعز الإسلام بأحد العمرين عمر بن الخطاب، أو عمر بن هشام، فاستجاب الله دعوته، وأسلم عمر بن الخطاب، ولعب دورًا كبيرًا في خدمة الإسلام والمسلمين، لا أعتقد أن هناك مسلسلاً يحظى بأكثر مشاهدة من مسلسل عمر في هذا الشهر الفضيل. فهناك من تأثَّر بهذه الشخصية من الناس في وقتنا الحالي، تأثّروا بطريقة تعامله مع الناس على حد سواء، الغني مثل الفقير، وصاحب المنصب مثل غيره، وعدم الاهتمام بالدنيا وزخرفها، والتقرب إلى الله، والبحث عن الفوز بالجنة. فهناك من الأغنياء في مجتمعنا مَن مَنَح أراضي للفقراء بعد مشاهدته إحدى حلقات هذا المسلسل، هذا ما عرفناه عن طريق بعض وسائل الإعلام، وهناك مَن لا نعلم عنه وقد يكون تأثَّر بهذه الشخصية العبقرية، فقد واجه هذا المسلسل كثيرًا من النقد من مختلف شرائح المجتمع قبل أن يُبث، فيما البعض الآخر حرَّم مشاهدة هذا المسلسل، وهناك من حرّم تجسيد شخصيات الصحابة وغيرهم، وهناك مَن قال: إن الأطفال قد يتأثّرون بذلك، وما حدث من خلال متابعة المسلسل أنه قد تفاجأنا بتأثُّر كثير من البشر بأخلاق الخليفة عمر بن الخطاب، وبدأوا يعودون إلى جادة صوابهم، وقد يعود كثير من الناس ممّن أصابوا من أموال ليست لهم، بل حصلوا عليها عن طريق التحايل أو النصب، أو استولوا على أراضٍ من دون وجه حق، فيعيدوها إلى مكانها الصحيح، فهذه الشخصية قدّمت درسًا نموذجيًّا في التعامل مع الناس، والاهتمام بالرعية، والعطف على المساكين، وعدم أكل أموال الناس بالباطل، والزهد في الدنيا وبريقها، وهو ما لم تُقدّمه مدارس العالم بأكملها. مطيران علي النمس - النماص