قال الضمير المتكلم: عزيزي القارئ ها أنت تُمَارِس طقوسك الموسمية كلّ (عِيد)، حيث قمت ليلة (العِيد)، أو صباحه ببعث رسالة تهنئة (sms) أو (mms) اخترتها من الأرشيف، أو من الإنترنت، إلى قوائم الأسماء التي اخترتها، والحمد لله لقد تمت المهمة بنجاح، وأديت الواجب، مع أن بعض الرسائل قد لا يصل، أو طائفة من القائمة قد غَيّرت أرقامها، والرسائل التي تجد مأوىً في هاتف أحدهم ربما مسحها قبل أن يقرأها!! هذا هو واقع كثير منا الذي يؤكد أن أسلوب الحياة ومستجداتها، ووسائل التقنية الحديثة قد سرقت فَرحة العِيد، وحوّلتها إلى تهانٍ باردة، ورسائل معلّبة جامدة ومكررة خالية من المشاعر أو العواطف. نعم التقنية ذَبَحَت العيد وما فيه من جوانب إنسانية وتواصل وتقارب روحي بين الناس، وصَيّرت العلاقات الإنسانية فيه إلى علاقات آلية تتردد بين الهواتف النقالة، وشريط القنوات الفضائية!! طيب أعزائي منكم أتعلم، ولكن ما رأيكم أن نعيش تجربة جديدة وفريدة في هذا العيد، من خلال الخطوات التالية: * لِنَنْسَ المكالمات التليفونية، ولِنتَبادل التهنئة الصادقة مع الأهل والأصدقاء الأقربين من خلال الزيارة التفاعلية المباشرة، فهنا تلتقي القلوب، وتذوب الخلافات إن وجدت! * لِنَتَجاهَل الرسائل الهاتفية في معايدة الأهل والرفقاء الأبعد، ونحاول مهاتفتهم صوتًا بصوت، فالهمسات الدافئة تُقَرّب المسافات، وتبعث في النفوس الوِدّ والرحمات! * في هذه الأيام لِنتذكر المرضى على الأَسِرّة البيضاء، ونقوم بعيادة بعضهم لِدقائق، بصحبة عِدة زهرات، فتلك الزيارة سترفع من معنوياتهم، وتُعَجِّل بشفائهم -بإذن الله- ولاسيما أن منهم من هَجَرَه الأهل والأحباب! * لِنتقاسَم فرحة العيد مع بعض الأيتام، من خلال زيارة إحدى دور رعايتهم بصحبة أبنائنا وبعض الهدايا الرمزية، فمن شأن ذلك إدخال السرور لأرواحهم البريئة، وإيصال رسالة للأبناء بأهمية التكافل الاجتماعي، ورعاية الضعفاء! هذه نماذج ولديكم الكثير، هذه تجارب أدعو نفسي وإيّاكم للدخول فيها، فالتجربة مثمرة ومفيدة. وقبل الختام دعاء صادق تُرَدده النّبَضَاتُ بالسعادة لكم في كل الأوقات، دعاء بأن يعود العيد، وفاقد الدَّخْل قد أدرك دَخْلاً، والمستأجر قد ملكَ منزلاً، والعاطل قد وجد عملاً، والمتقاعِد زاد راتبه المِثْلَ، والعَانِس قد لاقت بَعْلاً، والجميع قد حقَقَ الأملَ، وكل عام وأنتم العيد. ألقاكم بخير، والضمائر متكلّمة. فاكس : 048427595 [email protected]