يومًا بعد الأخر يثبت النظام السورى عجزه وعدم أهليته للبقاء فى الحكم من جهة عدم قراءته للواقع بشكل صحيح وميله لسفك الدماء باعتبار أن هذا سيكسر من عزم وتصميم الشعب السورى لاقتلاعه والتحرر من نيره وجبروته. ولا أحد يدرى على أى شئ يرتكز هذا النظام البشع فى الاستماتة فى الحكم رغمًا من الرفض الواضح والبيّن من كل مكونات الشعب له إلا الذين ارتبطوا عضويًا به وكانوا من الأدوات التى تنفذ عمليات القتل والرعب والتهجير أو من المنتفعين الطفيليين والانتهازيين الذين يتربحون من علاقتهم بالنظام القائم. وكل هؤلاء سيكنسهم قريبًا المد التحررى السوري وسيرمي بهم فى مزبلة التاريخ لأن كل الشعب قد خرج ضد النظام القمعى فى انتفاضة مسلحة بدأت تؤتى أكلها إذ زلزل الجيش الحر كتائب وشبيحة الأسد فى حلب وحررها من عربدتهم بل وقصف مغاويره مطار الجيش الأسدى فى المدينة فيما استولت عناصره الشجاعة على دباباته وآلياته العسكرية وسحقت هجومه على المدينة الباسلة فى ملحمة تاريخية ستسجل لحلب ولمدن أخرى صامدة مثل إدلب وحمص وحماة والزبدانى وأحياء دمشق الثائرة. لقد حاول النظام السورى شراء الوقت وتبيين أنه صامد ولم تنكسر شوكته لكن ضربات المقاومة وتضييق الخناق عليه من قبل المجتمع الدولى جعله يترنح بالرغم من الإسناد القوى الذى تقدمه له روسيا والصين عن طريق الفيتو فى مجلس الأمن والدعم اللامحدود من إيران لكن كل ذلك لن يجدي لأن إرادة الشعب السورى وتوقه للحرية لن ينفع فى كسر تصميمها هذا الولاء الأعمى لنظام بشار من قبل موسكووبكين أو ضخ الأسلحة والمقاتلين من قبل إيران التى فتحت ترسانتها لإمداد فلول بشار بالسلاح والعتاد والمال. لقد دقت ساعة الحرية فى سوريا الحبيبة وستعود إلى عالمها العربى والإسلامى لتقوم بدورها الفعال بعد أن تخلصت من نظام الأسد والمسالة مسالة وقت، وينبغى في هذا المنعطف الذى تمر به سوريا أن تتوحد كلمة العرب والمسلمين فى دعم الشعب السورى لإزاحة هذا الكابوس الأسدى الجاثم على صدره بكل الطرق والوسائل وإفهام موسكووبكين أن "الفيتو" لن يضخ دماء فى شرايين النظام المتهالك الساقط بإذن الله وستكون نتائجه عكسية على الدولتين بعد إزالة النظام لأن الشعب السورى لن ينسى من تعاون مع بشار الاسد فى قمعهم.. فهل تقرأ بكينوموسكو مجريات الأحداث فى سوريا بشكل صحيح ؟ وهل تعيدان حساباتهما قبل فوات الأوان نامل ذلك.