فجرت عملية اعتقال القيادي البارز في الحراك الجنوبي، السفير أحمد عبدالله الحسني، أمين عام التجمع الديمقراطي الجنوبي (تاج) من قبل أفراد مجهولين يعتقد تبعيتهم لجهاز الأمن القومي (المخابرات العامة) عند وصوله الأربعاء، مطار عدن الدولي قادمًا من منفاه بالعاصمة البريطانية لندن التي قضى فيها نحو سبعة أعوام، أزمة داخل حكومة الوفاق اليمني والقوى السياسية اليمنية. وعلى صعيد متصل، اثارت عملية إقدام أفراد جهاز المخابرات اليمني على اعتقال القيادي البارز في الحراك الجنوبي، السفير أحمد عبدالله الحسني، أثناء وصوله أمس الأول، مطار عدن، موجة غضب وردود أفعال لدى فصائل مكونات الحراك الجنوبي والنخب والمنظمات الحقوقية في اليمن. وفيما لم تعلن السلطات اليمنية عن مبررات اعتقال القيادي في الحراك الحسني، أو نفي مسؤوليتها في ذلك، حمّلت شخصيات سياسية وقبلية بارزة السلطات اليمنية مسؤولية تعرض السفير أحمد الحسني لأي مكروه؛ نتيجة عملية الاختطاف التي تعرض لها الأربعاء الماضي لدى وصوله مطار عدن الدولي، جنوب البلاد. وأدان الحزب الاشتراكي اليمني -أكبر أحزاب المعارضة المشارك في حكومة الوفاق اليمني- أمس عملية اعتقال الحسني، وقال بيان لأمانة الحزب -تلقت»المدينة» نسخة منه- إن اعتقال السفير الحسني عمل مشين ومرفوض، ويوحي بأن أجهزة النظام السابق القمعية لا تزال تعمل وتتحكم بمداخل البلاد ومخارجها. ودعا البيان إلى إطلاق سراحه فورًا، واحترام حق المواطنة، وحق الخلاف في الرأي والسياسة، كما دعا إلى معاقبة مَن قاموا بعملية اعتقاله، وردع أي جهة تحاول تأزيم الأوضاع واللعب بالأوراق البالية. من جانبه، قال قيادي بارز في الحراك الجنوبيل«المدينة» إن الأجهزة لا تزال تعتقل الحسني، نافيًا أية أنباء بالإفراج عنه، مضيفًا أن مصيره لا يزال مجهولاً حتى مساء الخميس. وأضاف القيادي الحراكي إن السلطات الحكومية باعتقالها الحسني تكون قد نسفت الموافقة المبدئية لبعض فصائل الحراك المشاركة في الحوار الوطني. إلى ذلك وصف القيادي في الحراك الجنوبي ناصر الخبجي، طريقة اعتقال الحسني ب»المهينة»، معتبرًا ذلك استهدافاً «لرموز وقوى التحرير والاستقلال، باعتبار الحسني أحد رموزها». واعتبرت مكونات الحراك الجنوبي بمحافظة الضالع اعتقال الحسني تقييدًا للحريات، وهددت بالتصعيد في حال استمرار اعتقاله. وقال التجمع الديمقراطي الجنوبي (تاج) في بيان له إنه يحمّل الرئيس عبدربه منصور هادي، ورئيس الحكومة محمد سالم باسندوة، ومحافظ عدن وحيد علي رشيد المسؤولية عن اعتقال الحسني. كما طالبت الهيئة الوطنية للدفاع عن الحقوق والحريات «هود» الحكومة اليمنية سرعة التحرك للإفراج عن رجل أعمال يمني اعتقلته المخابرات السورية الثلاثاء في مطار دمشق، أثناء مغادرته سورية، كما طالبت الحكومة بتسهيل عودة مئات اليمنيين من سوريا، والتي تتعرض حياتهم للخطر خصوصًا بعد مقتل واعتقال عدد منهم.