الفارس الأولمبي كمال باحمدان - رابع التصنيف العالمي - بعد دورة لندن الأولمبية، كان واحدا من الفرسان الذين لفتوا الأنظار في الدورة بتجدد مستواه الذي ردّ به على كل من قال انه انتهى كفارس، وعليه ان يتيح الفرصة لشاب آخر، تحدث عن الانجاز، ولام نفسه على التفريط في الفوز بإحدى ميداليات الفردي التي حرمته من النوم ليلتين، أكد في حديثه ل ( المدينة )، أن المشوار الآن بدأ، وانه سيعمل على تعويض ميدالية الأولمبياد ببطولة الدوري العالمي للفرسان، وغيرذلك من الأمور التي تطرق لها في هذا الحوار. * مالفرق بين لندن قبل وبعد الأولمبياد عند كمال باحمدان ؟ - كالفرق ما بين السماء والارض، قبل لندن كان التفكير منصبا فيما سنفعله في الدورة في ظل الاهتمام الذي وجدناه كفرسان، وكانت الأعصاب مشدودة جدا رغم اننا بذلنا كل ما يمكن من جهد للمشاركة الفاعلة في الدورة، وعندما بدأت الدورة كنت افكر بكل حاجز لوحده و لم اتجاوز في تفكيري حدود الشوط، ولم افكر مطلقا في الجوائز والترتيب، هذا كان قبل واثناء الدورة التي كانت بعض الفرق متهاونة بالفريق السعودي وخصوصا الاعلام الانجليزي، أما بعدها فالصورة اختلفت الصورة نافسنا بقوة، كنا قريبين جدا من الذهب، فرق وافراد، وتوج الجهد والمشوار بميدالية برونزية في الفريق والترتيب الثالث على مستوى العالم للفرق والرابع في الفردي، ولا اخفيك سرا ان الحسابات الآن بدأت فهذه الميدالية جاءت بعد خمس مشاركات اولمبية كان فيها ما كان. * كنت من العلامات البارزه في الفريق السعودي في الدورة، ماهو سبب التحول في مستواك لان كثير من المتابعين كانوا يرون قبل الدورة ان مستواك قد توقف عند نقطة معينة وان عليك افساح المجال لفارس آخر؟ - من اصدر هذه الاحكام لم يكن يعرف الواقع الذي أعيشه، فأنا في السابق كنت أمارس الرياضة كهاوٍ بالادوات الموجودة (الخيل)، وأعطي جلّ وقتي لعملي، وفي ال 18 شهرا الأخيرة فرغت نفسي للرياضة وجعلت دورة لندن هدفا لي مع الفريق بإمكانات مختلفة تناسب التفرغ حيث توفرت لنا من قبل صندوق الفروسية خيل في مستوى خيل كثير من المنتخبات المنافسة، وكنت احد المستفيدين من هذا التطور. * قلت إنكم كنتم قريبين من الذهب، يعني انه كان بالإمكان تحقيق أحسن مما كان ؟ - نعم كان يمكن أن تكون الميدالية ذهبية أو فضية، لكنها في الختام كانت ميدالية أولمبية بإرادة الله، وهي وفق الحسابات الفنية انجازا يحسب للفروسية السعودية، ولو ابتسم لنا الحظ في الختام لكانت ذهبية، بسبب اسقاط الحواجز. * بما إنك جعلت من الدورة هدفا هل تشعر الآن بأنك وصلت وحققت مرادك ؟ - الهدف كان مرحلي، لأنك في الفروسية عمرك ماتصل لأهدافك لأنها متجددة وفرصة المشاركة والمنافسة مفتوحة أمامك حتى لوبلغت الثمانين من العمر، فلقد كان معنا في الدورة فارس كندي عمره 66 سنة، ولم يحصل على الميدالية الذهبية في الأولمبياد إلا في الصين قبل 4 سنوات أي وعمره 62 سنة، والتقدم في العمر يزيدك خبرة، وفي هذه المشاركة برهنا كفرسان سعوديين أننا أكفاء وجديرون بالمنافسة شاء من شاء، وأبى من أبى. *وهل ستعطي الفروسية في المسقبل مثلما أعطيتها هذه السنة ؟ - انتهت مشاركتي في الأولمبياد لكنه لازالت أمامي مهمة في دوري الأبطال ( جلوبال تور) الذي احتل فيه المرتبة الخامسة حتى الآن بعد 8 جولات، ويتبقى أربع، والهدف أن أصعد على منصة التتويج لتعويض ميدالية الفردي في الأولمبياد، هذا على الزمن القريب، أما البعيد، فنحن كفرسان جاهزين للمهمة المقبلة، وفق الاستراتيجية الموضوعة من قبل الصندوق، واتحاد الفروسية. * مما كنت خائفا قبل الأولمبياد؟ - من العوامل الخارجية التي لايكون للانسان فيها دور، ولاتستطيع تغييرها مثل إصابة الفارس أو الجواد ولقدعملت على التقليل من مخاطرها بتأهيل ثلاثة جياد بدلا من واحد وكانت خطوة موفقه حافظت من خلالها على قوة الجياد الثلاثة ولم أضغط على أي منها، فالجياد مثل الرياضي لا تستطيع ان تطلب منها أكثر من قدرتها، وحصلت على نتائجها في المشاركة في الدورة عندما تعبت ديلفي استعنت بنوبلس، والحمدلله اننى نجوت منها وشاركت وقدمت الأفضل، لأنني ركزت عملي على هدف واحد ولم أشتت ذهني وهذا مهم في أي مجال، ومن المهم هنا أنك تعمل وتتقن العمل، وكن على ايمان بالله وانه لن يتحقق لك إلا ما قد كتب. *هل لمت نفسك على أنك فرطت بالميدالية الفردية في الدورة ؟ - لم أذق طعم النوم ليلتين، فلو كان السبب إسقاط حاجز، فما للفارس من خيار في ذلك لانها تكون من أخطاء الجياد، أو أنه خطأ في الركوب، لكن ماحدث لي هو خطأ زمن مرتين لأنني تأخرت عند الحاجز الأول واعطيت نفسي راحة اكثر من اللازم فأضعت ثانيتين عند الحاجزالأول أدت الى احتساب خطأ زمن، وكان يمكن تعويضها في أي مكان من الجولة، وخلاصة القول إنني كنت حريصا على الأداء النظيف أكثر من اللازم، لكنها من الجانب الآخر لم تكتب لي وهذا هو الإيمان بقدر الله، فالفارس الإيرلندي كين الحاصل على البرونزية لم يكن متأهلاً لنهائيات الفردي لان عليه عددا كبيرا من الأخطاء وترتيبه 37 في الفردي،لكن استبعاد فارسين من المنافسة اتاح له فرصة الدخول وكسب الميدالية، والمهم هنا أن المنتخب حقق ميدالية الفرق وكسر الفرسان السعوديين احتكار غرب اوروبا وامريكا لميداليات الدورة الذي دام 100 عام، وتأهل 3 فرسان للنهائيات، وحصلنا على المركز الرابع هي كلها انجازات لها حساباتها لاسيما واننا تقدمنا على منتخبات مثل امريكا، ألمانيا، فرنسا، وهو ما دفع أحد الفرسان الالمان الى تشبيه حضور المنتخب السعودي بتسونامي الفروسية في ألعاب لندن، وعلينا من الآن أن نحافظ على ماتحقق ولا نركن للتاريخ . * هل خالجك شعور بالإحباط، وقررت التوقف ؟ - الخيل جزء من حياتي وعلاقتي بها بدأت منذ الصغر وعمري 7 سنين ولا أذكر انه مرّ يوم في حياتي ليس فيه خيل، فمثلما كانت معي في الماضي والحاضر، فستكون معي في المستقبل ان شاء الله، واجهتني صعوبات كثيرة وكبيرة، فرضت عليّ تحدي البقاء والاستمرار مع الخيل أكثر، ولا يوجد عمل في الحياة من غير مصاعب، والمهم كيف تتغلب عليها، فاذا ماواجهتك مثل هذه الامور خذها من جانب التحدي وعالج الامر، ولاتأخذها على انها حمل ثقيل وتستسلم. * وكيف يتم استثمار ماحصل لبناء المستقبل؟ - من المهم جدا أن ندرك جميعا ان ما تحقق هو انجاز لبداية مشوار طويل قبل 30 بالنسبة لبعضنا، و20 سنة لآخرين، وعشر سنوات لطرف ثالث،وليس نهاية، وهذا الاعتقاد موجود لدى مجلس امناء صندوق الفروسية، ولدى الفرسان انفسهم حيث اكتسبنا الكثير من الخبرات في هذه المشاركة بالاضافة الى الميدالية البرونزية، ومن المهم الاستفادة من كل ماحدث السلبيات قبل الايجابيات، ولا نركز على جانب ونترك آخر، وأن يكون العمل على مستوى الفرسان الناشئين والعموم على حد سواء، والعمل على تثقيف المجتمع لتشجيع الناشئة على الاتجاه الى الفروسية الرياضة النبيلة. * واخيرا ماذا تقول؟ - لقد حلمنا أن نحقق شيئا للوطن، وللرجل الذي وقف خلف هذا الانجاز ودفعنا على أن نكون منافسين أقوياء والد الجميع الملك الفارس عبدالله بن عبدالعزيز - سدد الله خطاه - والذي شرفنا بالسلام عليه وكرمنا بمنحنا وسام الملك عبدالعزيز من الدرجة كأول فريق سعودي يحصل عليه، وهي كلمة شكر للرجال الذين وقفوا خلفنا مجلس أمناء الفروسية فردا فردا وخصوصا الأمير فيصل بن عبدالله بن محمد، وتركي بن عبدالله بن عبدالعزيز، والإداريين زياد عبدالجواد، سامي الدهامي، والإجهزة الفنية، والطبية، البياطرة، والسياس، أما شعبنا الوفي الإصيل فقد عبر عن فرحته بذلك الاستقبال الرائع لنا في مطار جدة، والاتصالات والرسائل التي كانت تصلنا بالمئات منهم، ونعدهم بأننا سنواصل الجهد من إجل إسعادهم في كل دورة وبطولة.