تعاني أغلب أحياء المدينةالمنورة من انقطاع مستمر للمياه، بل إنّ بعض الأحياء تعاني من هذه المشكلة منذ ستة أعوام، مسببة إرباكاً للأهالي وزوار الحرم النبوي، وسط مطالبات بإيجاد حلول عاجلة ودائمة لمعالجة هذه الأزمة المتكررة، حيث يتم قطع الماء عن المنازل من (4-5) أيام في الأسبوع؛ مما يؤدي إلى تضرر المواطنين وتوقف حياتهم اليومية ويضطرهم للبحث عن صهاريج المياه، والتي وصل سعرها إلى ما يزيد عن (250) ريالاً. "الرياض" تلقت العديد من اتصالات المتضررين لإيصال صوتهم للمسؤولين بعد أن بذلوا قصارى جهدهم لإيجاد حل لمشكلتهم دون جدوى. وبيّنت "هيام عبده المزيد" -من سكان الحرة الشرقية- أنّ معاناتها امتدت من ست سنوات، حيث يتم انقطاع الماء ما يقارب الأربعة أيام، حيث تصاب الحياة بشلل في غياب عصبها الأهم، مبينةً أنّ سعي الأهالي إلى توفير صهاريج المياه أثقل كاهلهم، فسعر ال"وايت" يصل أحياناً إلى (300) ريال وفي المواسم قد يتضاعف السعر ويزيد عن ال(500) ريال تجمع مناصفة بين سكان العمارة الواحدة، في حين يحاول كل منزل تخزين الماء لمدة أطول. ووصفت "د.نوال حسن ناظر" الوضع بأنّه معضلة لا يمكن السكوت عليها، مبينة أنّ الأهالي وإن حاولوا تفادي تأثيرات الأزمة باللجوء إلى صهاريج المياه، إلاّ أنّهم يقعون في أزمة أخرى تتمثل بارتفاع أسعار الصهاريج إلى ما يزيد عن (250) ريالاً، مشيرةً إلى حوارها مع سائق أحد الصهاريج بعد أن تذمرت من ارتفاع الأسعار، حيث ردّ عليها "لو مو عاجبك مو ضروري تاخذي موية"، للتوجه بعد ذلك إلى صهاريج مصلحة المياه، والتي وإن كانت بأسعار معقولة إلاّ أنّ هناك طوابير من المواطنين الراغبين في الحصول على صهريج، وقد يصل أقرب موعد إلى يومين، مبينةً أنّ هناك سوقا سوداء للإتجار بالماء مستغلين حاجة الناس لها، وساعدهم على ذلك غياب الجهات الرقابية عن موقع توزيع المياه. وأكّد "عبدالعزيز" استمرار انقطاع المياه من سنوات عدة، حيث لم يطرأ أيّ انفراج لحل هذه المعضلة، التي أرهقت المواطنين وأثقلت كاهلهم بزيادة الميزانية الخاصة بهم سعياً للحصول على مياه لمنازلهم، مبدياً تعجبه من استمرار صدور فواتير الماء واستمرار الأهالي في دفعها مع انقطاع الماء ودفع أموال إضافية للحصول على المياه عن طريق صهاريج المياه. وفي اتصال مع "الرياض" كشف "م.صالح بن عبدالعزيز جبلاوي" -مدير عام المياه بمنطقة المدينةالمنورة المكلف- أنّه نظراً للاتساع العمراني وزيادة عدد المخططات الجديدةبالمدينةالمنورة، وكذلك زيادة عدد المعتمرين تشغّل المديرية شبكات المياه بنظام المناوبات وفقاً لخطة مدروسة لتوزيع المياه على جميع أحياء المدينةالمنورة، وذلك لضمان توزيع المياه، مبيناّ أنّه سيكون التشغيل المستمر بدون نظام المناوبات بعد تنفيذ المرحلة الثالثة من محطة تحلية المياه المالحة بينبع، والتي تفضّل خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- باعتمادها، وستغطي احتياجات منطقة المدينةالمنورة حتى عام 1450ه، مؤكداً على وجود "أشياب" تابعة للمديرية عددها خمسة موزعة على أحياء المدينةالمنورة وهي؛ ال"شيب" الرئيس بمجمع المديرية بقباء -الذي يعمل على مدار الساعة-، حيث تم توسعته وزيادة عدد المصبات به لتصبح (34) مصباً، سعياً لتسهيل سرعة تعبئة ال"وايتات"، إضافة إلى "شيب العزيزية" بغرب المدينةالمنورة، و"شيب حي الجرف" بطريق تبوك" و"شيب مقعد مطير" بطريق المطار، و"شيب المحاميد" على الطريق الدائري الثالث، مضيفاً أنّ المديرية نفذّت مؤخراً عدد (2) "شيب" جديد تم الانتهاء من أحدهما وسيتم تنفيذ الثاني خلال الأيام المقبلة، موضحاً أنّ جميع مقاولي السقيا التابعين للمديرية ملتزمون بالأسعار المحددة في العقود الموقعة معهم، نظير نقل وبيع المياه للمواطنين بأسعار تتراوح بين (57-65) ريالا للصهاريج سعة (12) مترا مكعبا حسب موقع ال"شيب"، أمّا أسعار صهاريج المياه الخاصة بالمواطنين أو المؤسسات الأهلية فهي لا تخضع لمراقبة المديرية.