نوه أئمة وخطباء بدعوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للقمة الاسلامية الطارئة في مكةالمكرمة، وقالوا انها دعوة تهتم بالمصالح العليا للأمة، وقال إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف الشيخ صلاح البدير إن دعوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -أيده الله- لقادة العالم الإسلامي دعوة استثنائية من ملك صالح مخلص لدينه ووطنه وأمته، وهي دعوة صادقة لتعزيز التضامن الإسلامي ورعاية المصالح العظمى للأمة وحمايتها من الأخطار المحدقة بها، لافتا إلى أن خادم الحرمين الشريفين زعيم فذ له تطلعات ومبادرات كلها تصب في مصلحة الأمتين العربية والإسلامية، والله نسأل أن يوفق قادة الأمة وزعماءها لما يجمع شمل الأمة ويعيد لها مجدها وقوتها وأمنها واستقرارها. قدسية المكان والزمان من جانبه قال إمام المسجد الحرام سابقا إمام وخطيب جامع المحيسن بالرياض الشيخ عادل الكلباني: إن مكان انعقاد القمة هو في أقدس بقاع الأرض، وزمانها هو أشرف زمان العام، فيما تظل الأمة الإسلامية وحالها من أسوأ الأحوال التي مرت بها، وأصاب شعوبها الإحباط، متمنيا من القادة أن يخرجوا بغير ما تعودت عليه مؤتمراتهم في عقود كثيرة، فالمؤتمرات لا تعد كثرة، والنتائج لا توجد واقعا، ولكن مع التغيرات الربيعية في بعض بلاد المسلمين ربما تكون النتائج هذه المرة أكثر واقعية، وأكثر انسجاما وتحقيقا للتطلعات. دعوة مباركة أشاد الشيخ الدكتور يوسف جمعة سلامة خطيب المسجد الأقصى المبارك عضو المجلس التأسيسي لرابطة العالم الإسلامي بدعوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لعقد قمة التضامن الإسلامي في مكةالمكرمة مهبط الوحي، حيث إنها تعقد في أشرف مكان بجوار بيت الله الحرام، وفي أعظم ليلة هي ليلة القدر المباركة، وفي أفضل الشهور شهر رمضان المبارك. وبين سلامة أن هذه الدعوة المباركة من خادم الحرمين الشريفين تأتي إدراكًا منه -يحفظه الله- للظروف الاستثنائية التي تمر بها الأمة، وتظهر مدى حرصه على وحدة الصف الإسلامي، كما أنها تأتي انطلاقا من مكانة المملكة العربية السعودية العربية والإسلامية والدولية، حيث تضم بين جنباتها الحرمين الشريفين، وهي بلد التضامن الإسلامي، حيث إنها تحتضن منظمة التعاون الإسلامي التي أُنشئت بعد حريق المسجد الأقصى المبارك في 21/8/1969م، وكذلك رابطة العالم الإسلامي والتي لها دور كبير في جمع شمل المسلمين ونشر الاعتدال والوسطية، وكذلك البنك الإسلامي للتنمية الذي يسهم في تقديم العون والمساعدة للأمتين العربية والإسلامية. وقال سلامة: إن مواقف المملكة العربية السعودية الشقيقة في جمع شمل العرب والمسلمين معروفة لدى الجميع، وما القمة الاستثنائية التي عقدت في رحاب البيت العتيق قبل سنوات عنا ببعيد، وكذلك احتضان المملكة لحوار القيادات العراقية، وكذلك جهود خادم الحرمين الشريفين المباركة في جمع الفصائل الفلسطينية عام 2007، وإتمامه -حفظه الله- للمصالحة اليمنية. وبين سلامة: أن وحدة المسلمين وتضامنهم عمل يمثل قطب الرحى، ويمثل طوق النجاة لسفينة المسلمين، فالمسلمون لن ترتفع لهم راية، ولن يستقيم لهم أمر، مالم يكونوا متضامنين مجتمعين على كلمة واحدة، فالأمة العربية والإسلامية تمر في مرحلة دقيقة، حيث إنها تواجه تحديات كبيرة وقضايا تمس أمنها ووحدتها ومكانتها وتاريخها. وقال سلامة: إن المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها يأملون من هذه القمة الاستثنائية الخروج بنتائج تعيد للأمة وحدتها وعزتها وتضامنها، وبقرارات تسهم في رأب الصدع ومواجهة التحديات التي تواجههم، فالأمة الإسلامية اليوم أحوج ما تكون إلى توحيد الكلمة ورص الصفوف، حيث إنه لا سبيل إلى استعادة الأمة لمجدها وحضارتها وتاريخها التليد إلا بالوحدة والتمسك بحبل الله المتين، وإن وحدة الأمة هي الهدف الأسمى الذي جاءت من أجله هذه الدعوة المباركة من خادم الحرمين الشريفين لعقد قمة التضامن الإسلامي. وأشار سلامة إلى أن هذه القمة تتميز بحضور ثلة مباركة من قادة العالم الإسلامي، سيجتمعون في رحاب البيت العتيق ليتداولوا هموم الأمة ومشكلاتها، وليعملوا جميعًا على وضع الأسس السليمة التي تسهم في علاج ما يواجه الأمة من ظروف قاهرة ومشكلات جسيمة. وقال سلامة: إننا نتوجه من أرض الإسراء والمعراج من جوار المسجد الأقصى المبارك، إلى مهبط الوحي الذي عمَّ البلاد، وكلنا ثقة وأمل في خادم الحرمين الشريفين الذي لم يألُ جهدًا في تقديم العون والمساعدة للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، أن تكون قضية القدس والمسجد الأقصى وما يتعرضان له من مخاطر التهويد، على سلّم أولويات القمة الإسلامية إن شاء الله. كبير الوعاظ بدبي: اعتصموا بحبل الله ووجه كبير الوعاظ بدائرة الشؤون الإسلامية بدبي الدكتور قطب عبدالحميد قطب رسالة لقادة العالم الإسلامي قال فيها: إن انعقاد قمتكم الإسلامية المباركة في مكةالمكرمة في شهر رمضان في الظروف الراهنة التي تمر بها الأُمة الإسلامية، يؤكد أن أمتنا بخير وإلى خير، ولكنها في المرحلة الراهنة أحوج ما تكون إلى أن تعض على دينها بالنواجذ، وذلك بتمسكها بكتاب ربها وسنة نبيها صلى الله عليه وسلم الذي يقول: (تركت فيكم أمرين لن تضلوا ماتمسكتم بهما كتاب الله وسنة نبيه)، وأن تتقي داء الفرقة والاختلاف، وأن تعتبر بما حل بالذين تفرقوا واختلفوا من الويل والشقاء والعذاب ((واعتصموا بحبل الله جميعا ولاتفرقوا))، وأن تأخذ حذرها من عدوها الذي لايألو جهدا في ردها عن دينها وتشتيت شملها وتفريق جمعها والضرر وإلحاق الأذى بها ((يا أيها الذين آمنوا لاتتخذوا بطانة من دونكم لايألونكم خبالا ودوا ماعنتم قد بدت البغضاء من أفواههم وماتخفي صدورهم أكبر))، وأن تحافظ على الوسطية التي وصفها الله بها، لتقوم من خلال هذه الوسطية بأشرف وأعظم رسالة في الوجود، وهي رسالة الشهادة على الناس وإلحاق الرحمة بالعالمين، ((وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا))، مشيرا في سياق حديثه إلى الحرص الدؤوب من خادم الحرمين الشريفين على وحدة الأمة وتضامنها بعقد مثل هذه المؤتمرات في أرض الحرمين الشريفين. خطوة هامة من جانبه أكد إمام وخطيب الجامع الكبير بالعاصمة الموريتانية الشيخ محمد محمود بن أحمد يوره الرباني أن القمة ستحفل بالنتائج المأمولة التي يتطلع إليها المسلمون في كل مكان، معتبرا القمة تمثل خطوة مهمة جدا على صعيد العمل الجماعي الإسلامي وبخاصة في هذه المرحلة الصعبة التي نعيشها وكثرة الملفات الساخنة الإسلامية والعربية، فقمة كهذه تعقد على مستوى العالم العربي والإسلامي ستكون لها النتائج الإيجابية في سياق تعزيز العمل الجماعي الإسلامي، مبينا أن العالم الإسلامي يعيش مرحلة عصيبة تستدعي الوقوف الجاد في مواجهة المخاطر المحدقة بنا من كل مكان، موضحا أن من أبرز تلك القضايا التي سيتوقف عندها الزعماء طويلا هي ملفات: سوريا وفلسطين ومالي ومسلمي بورما واليمن وأفغانستان وغيرها من الملفات الشائكة، مؤملا الخروج من عنق الزجاجة لرأب الصدع ونبذ الخلاف والفرقة، والدعوة إلى الوحدة والتعاضد في سبيل أمة قوية صامدة تتحمل مسؤوليتها لتقف عزيزة شامخة بعزة دينها ونهج هدى رسولها المبارك.