هن ثلاث سيدات من الزمن الجميل، حملن على عاتقهن رسالة واضحة للجيل الجديد وذلك بضرورة البحث عن تفاصيل الحجاز الجميلة، وأن يبحثوا أكثر عن سر علاقاتهن الحميمة والتي كانت تربط غنيهن بفقيرهن وجارهن بقريبهن، إنها ملامح حياة سردتها كل من الدكتورة لمياء باعشن والدكتورة هند باغفار والسيدة سميرة فتيحي، من خلال مشاركتهن الأخيرة في فعاليات الأسبوع الثقافي في بيت نصيف، والذي تم تنظيمه من قبل جمعية حديثة تحت التأسيس عرفت باسم جمعية المحافظة على التراث العمراني بجدة، لتساهم هذه الجمعية من خلال مجموعة متطوعيها في التنقيب عن تاريخ المدينة الجميل بمشاركة العنصر النسائي، ليتحدثن عن سحر جدة وروعة ماضيها، وعن العادات النسائية القديمة بشكل خاص. وبالرغم من تقارب مضامين الموضوعات التي تتناول ذكريات جدة القديمة إلا أن كل واحدة من الحاضرات امتازت بأسلوبها المميز والأقرب في إيصال المعلومة المفيدة لمنصتيها، مع الإشارة إلى تميز الحضور الرجالي إلا أن بصمة السيدات كانت واضحة المعالم، فالبعض منهن لم يزر المنطقة التاريخية منذ شهورعدة والبعض الآخر لا يعرف تفاصيل ماضي سيدات الزمن الجميل. "المدينة" التقت بمجموعة من السيدات اللاتي أشدن بمضمون الموضوعات وبتميز الضيوف منذ بدايات الفعاليات إلى نهايتها، ولكن ما حضرته نساء الزمن الجميل عن عادات النساء قديمًا قدّم معلومات ممتعة لكل من الحضور النسائي والرجالي والذي قد لا يعرف أغلب تفاصيل نساء زمان. كانت البداية مع رنا عبدالله والتي قالت: بالرغم من السبعة أيام التي نظمت فيها الفعاليات إلا أن حضوري لم يكن سوى في محاضرة الدكتورة لمياء باعشن والأستاذة سميرة فتيحي فيما بعد وحقًا شعرت للحظات كثيرة بأننا نفتقد لماضٍ جميل يزخر بالتفاصيل الجميلة والحياة البسيطة، نفتقد لعلاقاتنا الاجتماعية ومشاعر الفرحة الحقيقة ببعضنا البعض، وبالرغم من اختلاف محاور المحاضرات فيما بينهما إلا أن كل منهما تميزت بأسلوبها الشيق في الوصف والحديث لتشدنا كلتيهما إلى ذكريات ماضية بمعلومات حديثة ستبقى في ذاكرتي طويلا. ومن جانبها قالت سحر عبدالرحمن: كان لي علم بموضوع الفعاليات من خلال صفحة الجمعية على الفيس بوك، ونظرًا لانشغالي لم أتمكن من الحضور ومع ذلك فقد استمتعت بمشاهدة المحاضرات من خلف الشاشة وذلك لتصوير الحاضرات وإمكانية المشاهدة على اليوتيوب. وتتابع قائلة: لم يكن التميز محصورًا في المعلومات على النساء فقط فقد شاركهن جمال الفعاليات العنصر الرجالي المتمثل في الدكتور عبدالله نصيف والدكتور سمير برقة والأستاذ فيصل اللبان والأديب أحمد باديب، ولكن ما ميز النساء في نظري استعراضهن للتفاصيل الدقيقة لحياة الزمن القديم وذلك بأسلوبهن القصصي وحوارهن الرائع. وبدورها ذكرت سميرة أحمد: لمدينة جدة التاريخية حق علينا جميعًا من مواطنين ومسؤولين، فما ذكرته الدكتورة هند باغفار عن (عين فرج يسر) أحزنني كثيرًا لتجاهل المسؤولين لأهم أحد معالم منطقتنا التاريخية، مضيفة إلى ذلك معلومات جميلة قدمتها الدكتورة هند باغفار لم يكن لي علم بها، وعن نفسي أجدها من أجمل المحاضرات التي حضرتها وذلك عائد للمعلومات التراثية التي تحفظها وتعمل على توثيقها باستمرار.