بدأت معركة حلب فعليًا أمس مع اقتحام القوات النظامية السورية بالدبابات حي صلاح الدين الذي أعلنت وسائل الإعلام في دمشق بعد بضع ساعات السيطرة عليه في حين نفى الجيش السوري الحر ذلك، مع تسجيل مواجهات هي الأعنف منذ ثلاثة أسابيع في ثاني أكبر المدن السورية. فيما أكدت الحكومة الأردنية أن رئيس الوزراء السوري المنشق رياض حجاب دخل الأردن فجر أمس برفقة عدد من أفراد عائلته. وبدأ الهجوم غداة إعلان الرئيس بشار الأسد أمس الأول تصميمه على المضي قدماً في الحل الأمني حتى «تطهير البلاد من الإرهابيين»، في حين حصل على دعم كامل من إيران التي أكد موفدها سعيد جليلي بعد لقائه الأسد في دمشق أن بلاده لن تسمح «بكسر محور المقاومة» الذي تشكل سوريا «ضلعا أساسيا فيه». وقالت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا»، ان الجيش النظامي أحكم سيطرته على حي صلاح الدين في حلب». لكن رئيس المجلس العسكري في منطقة حلب التابع للجيش السوري الحر المعارض عبدالجبار العكيدي أكد أن «الهجوم همجي وعنيف، لكن النظام لم يسيطر على الحي». وأفاد مصدر أمني في دمشق «قبل ذلك بقليل ان الجيش يتقدم من أجل تقسيم الحي (صلاح الدين) إلى شطرين»، متوقعًا أن «استعادته ستستغرق وقتا قصيرًا، حتى لو بقيت بعض جيوب المقاومة». وقال قائد كتيبة «نور الحق» في الجيش السوري الحر النقيب واصل أيوب «اقتحمت القوات النظامية حي صلاح الدين من جهة شارع الملعب في غرب المدينة بالدبابات والمدرعات». وأكد أيوب أن الجيش الحر «لم ينسحب من الحي»، موضحًا أن الجيش النظامي «موجود في مساحة تقل عن 15% من صلاح الدين». وذكر أن «محاولات التقدم مستمرة»، مشيرًا في الوقت نفسه إلى «صعوبة شن هجوم مضاد من الجيش الحر بسبب وجود القناصة المنتشرين في كل مكان». من جهته، أكد المرصد السوري لحقوق الانسان أن صلاح الدين يشهد معارك وصفها بأنها «الأعنف» منذ بدء المواجهات في حلب قبل ثلاثة أسابيع. ولفت المرصد إلى أن أحياء هنانو وطريق الباب والشعار في المدينة تتعرض بالتزامن مع اقتحام صلاح الدين إلى «القصف من قبل القوات النظامية»، مضيفًا أن اشتباكات عنيفة دارت كذلك في حيي ميسلون والصاخور بمدينة حلب. وحشد الجيش السوري النظامي والجيش السوري الحر قواتهما على أطراف وداخل أحياء مدينة حلب التي تشهد معارك عنيفة منذ 20 يوليو. وذكرت مصادر أمنية سورية، أن الجيش النظامي حشد نحو 20 ألف جندي، مقابل ما بين ستة إلى ثمانية آلاف من عناصر الجيش الحر، حيث يعتبر الطرفان معركة السيطرة على حلب بأنها «حاسمة»، خصوصًا مع وقوع مناطق ريف حلب شمال المدينة في قبضة الجيش الحر وصولا إلى الحدود التركية. وفي هذا السياق، أعلن قائد العمليات الميدانية في لواء التوحيد في الجيش الحر عبدالقادر الصالح أن مقاتلي اللواء «استطاعوا تدمير خمس دبابات وطائرة ميغ بالقرب من مطار حلب الدولي».