* اليوم يصادف ذكرى مرور (1425) عاماً على الحدث... هو حدث مفصلي في تاريخ الإسلام... سماه المؤرخون "الفتح الأعظم"... حَدثٌ مَثَّل نهاية "لطغيان"... وبداية لسيادة "حق"... نهاية "للظلم"... وبداية "للعدل"... نهاية "للجبروت"... وبداية "للسلام"... * يقول الفاروق عليه رضوان الله: "ألست رسول الله...؟" "ألسنا على حق...؟" "فلِمَ نرضى الدنيئة في ديننا"؟ نعم.. ولكنها النبوة... كان صلى الله عليه وسلم يعرف بالوحي ما لا يعرفه المسلمون... فبعد عامين من "صلح الحديبية" الذي بدا للبعض أنه انتصار لقريش. دخل المسلمون "مكة" فاتحين مُعظِّمين... * ما كان ظاهراً أنه انتصار لقريش أصبح... عامل تثبيت لحق "المسلمين"... حين أعطى المسلمين الحق في رد قريش عن غيّها... وحين لامت العرب قريش على نقضها للعهد... فالشرعية... والقانونية... والمبررات الأخلاقية... كلها صبت في جعبة المسلمين... * لكن ما ظهر أيضاً كمبرر للغزو والثأر... جعله الرحمة المرسلة عليه السلام... درساً في الأخلاق... والتعاملات... درساً لم يعرف ولن يعرف المنتصرون مثله... لم يكن الهدف "ثأرياً"... أو "انتقامياً"... بل "تطهيرياً"... تطهير الأرواح قبل البطاح... تطهير القلوب قبل الدروب... * صيحات النصر: "قل جاء الحق وزهق الباطل" لم تحطم (360) صنماً في جوف الكعبة وحولها... بل حطمت "التصنيم" داخل النفوس... وحطمت "الوثنية" المسيطرة على العقول... * صيحة حررت الأرواح من أدران الدنيا... وعبادة "الأوهام"... إلى عبادة رب العباد... وإلى التفكير والتدبر... واستخدام العقل والمنطق... * يصرخ سيد قريش أبو سفيان: "والله لقد جاءكم محمد بما لا طاقة لكم به" فينهمر سيل الحق... عشرة آلاف مقاتل... مزودين بالإيمان... والثقة... ارتعبت قريش فعقر دارها يفتح أبوابه لألد أعدائها... * "اذهبوا فأنتم الطلقاء"... هكذا عرفت قريش أن مَن عَادَتُه؛ هو نبي الله بحق... وأنه رسوله... وأنه كما عرفته قبل النبوة "الصادق".. "الأمين"... فاللهم صلِّ عليه وسلم. [email protected]