* ما بعد غد تكون ذكرى معركة بدر... سميت بيوم الفرقان... لأنها كانت فاصلة تفريق ما بين الحق والباطل... الحق في علو الدعوة المحمدية وانتصارها... والباطل في هزيمة قوى الشرك في قيادة قريش... * المسلمون لم يكونوا قوة كبرى... عددهم لم يزد عن (314) مقاتلاً... ونسبتهم إلى عدد أعدائهم 1/ 3... قريش كانت قوتها ثلاثة أضعاف، قرابة الألف مقاتل... سلاحها أقوى... فرسانها أكثر... صوتها أعلى بين قبائل العرب... هي سيدة العرب... * معايير البشر في القوة والضعف لم تخضع في «بدر»... المسلمون قلبوا تلك المعايير... فبدلاً من السلاح المادي... كان الإيمان بالله... وبدلاً من العتاد والزاد، والفرسان... كانت صيحات الحق والثبات عليه... * الرسول عليه السلام وهو يستشير أصحابه... ركز على الأنصار... لأنهم أهل الجوار... وأرض المعركة في ديارهم... فبدر ليست مكة وليست لقريش... * رد صوت إيماني بيقين جازم: «والذي بعثك بالحق لو خضت بنا هذا البحر لخضناه معك»... فكانت بشرى قوة ودلالة منعة... * ظن عتاولة وصناديد قريش أنهم منتصرون... القافلة عادت سالمة إلى مكة... لكنهم أرادوا بغرورهم أن يثبتوا للعرب أنهم السادة، وأنهم لن يعودوا قبل أن يقيموا الأفراح والليالي الملاح... * انقلب السحر على الساحر... حوّل المسلمون بيقينهم الإيماني أفراح قريش إلى أحزان... وغرورهم إلى هزيمة... وكبريائهم إلى خسران... * هذا أبوجهل يعلوه عبدالله بن مسعود... وذاك أمية بن خلف يجندله بلال بن أبي رباح... وعتبة وابنه وأخيه تضرجت دمائهم فوق تراب بدر... خسروا (70) قتيلاً... ومثلهم أسير... * تنبهت العرب إلى دعوة رسول الله عليه السلام... ورأت في انتصار المسلمين في بدر إشارة صدق للدعوة... بينما خسرت قريش الرجال والمكانة... وكم من باطل وإن علا لزمن يخسر في عز ارتقائه... وهذه هي مدرسة «بدر الكبرى». [email protected]