أكد سمو الأمير فيصل بن عبدالله آل سعود وزير التربية والتعليم، خلال جولة على مشروعات الكورنيش الجنوبي، صَحَبَه فيها أمين جدة، وعدد من مسؤولي الأمانة، أن تطوير الكورنيش يُعبِّر عن رؤية خادم الحرمين الشريفين، أن يستمتع كل مواطن وعائلته بالكورنيش، بالمكان النظيف، والخدمات المتوفرة، والاستمتاع بالمنظر الجميل. وبأنه سعيد بما شاهده، لأنه يُحقِّق حلم خادم الحرمين الشريفين "بأن يرى هذا الكورنيش أن يكون للمواطنين والاستمتاع به"، وبأن "الرسالة واضحة المواطن أولاً، والمواطن ثانيًا، والمواطن ثالثًا، وهذه هي رسالة خادم الحرمين الشريفين". ونحن مع سموه بأن مشروعتات الكورنيش وتطويره لا تعكس فقط حلم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، بل وحلم كل أهالي وسكان جدة، والزائرين من مدن المملكة الأخرى. فلا شك أن هذه المشروعات التي تضيف إلى العروس، وتساهم في تحسين طلتها بين المدن الساحلية الأخرى، وتعيد لها شبابها، هي مشروعات يجب أن يُشاد بالقائمين عليها، خاصة إذا نُفذت بالتكاليف والمواصفات الفنية المناسبة، وأنجزت في وقتها. لذا فأنا سعيد بتفاؤل سموه حول ما يُنفذ من مشروعات على مستوى البلاد، خاصة في كلامه حول تشكيك البعض فيما تنفذه الجهات الحكومية من مشروعات، وبأن "على المشكك أن يأتي ويشاهد الأعمال التي تنجز على أرض الواقع، والإنسان له الحق أن يفكر، أو يُشكِّك، أو يكون محبطًا.. لكن لابد أن تُقنع الشخص بالفعل وليس بالقول..". لا أدري.. فقد تكون مشروعات الكورنيش استثناءً لحال مشروعات أخرى كثيرة، اُعتمدت منذ سنوات ومازالت تراوح مكانها، وأخرى متأخرة بشكل أثَّر على حركة المرور، والنشاطات السُكانية والتجارية. لذا فبعيدًا عن مسألة الإحباط والتشاؤم، لا يحكم هذا الوضع إلاّ ما أكد عليه سموه بأنه "لابد أن تُقنع الشخص بالفعل وليس بالقول..". وكي لا نخوض في المجهول، فإن أبرز ما يُضاعف كم الإحباط من بين كافة المشروعات التي تُنفذ في أنحاء البلاد، تبرز مشروعات الصرف الصحي كحالة مرضية، وصلت في بعض مراحلها إلى مرحلة الموت السريري. فرغم المليارات التي أنفقت فإنها مازالت تراوح مكانها، رغم الوعود المتكررة. وهناك غيرها من المشروعات التي يمكن أن نرجع لموقع "بورصة الوعود السعودية" http://3addad.com الذي يرصد وعود المسؤولين في أي وسيلة إعلامية موثوقة، ويضعها تحت خانة "وعود قيد الإنجاز"، ويبدأ العداد بالحساب حتى التاريخ المحدد لتنفيذ هذا الوعد، وإن تم الوفاء به، ينتقل إلى خانة "وعود تم إنجازها"، وإن لم يتحقق، فإن العداد يبدأ بالعدّ من جديد، لاحتساب كم فات من الوقت على إنجاز هذا الوعد، وتنتهي مهمة العداد بإنجاز الوعد. يبقي التفاؤل سمة طيّبة ينبغي أن لا تغيب.. وإلاَّ سقطنا في بئر لا قاع له!! * نافذة صغيرة: (هذه البورصة هي ذاكرتنا أمام هذا الكمّ من الوعود غير المنجزة.. عندما أفترض أن هذه الوعود هي ملكنا نحن المواطنين السعوديين.. ولأننا لا نمتلك سوى هذه الوعود فلنتمسك بها جيدًا.) ثامر المحيميد - مؤسس موقع "بورصة الوعود السعودية". [email protected]