أشفق على رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار الأمير سلطان بن سلمان للمسؤولية الجبارة المُلقاة على عاتقه والتحديات الكبيرة التي تواجه قطاع السياحة. لكنني أحسده على تفاؤله المستمر حول إمكانية نجاح قطاع السياحة الوطنية رغم كل تلك التحديات. فأنا أعتقد أن الحلم الذي يحلمه سموه تجاه تنمية قطاع السياحة وتطوير المرافق السياحية، رغم الجهود الجبارة والخطط الطموحة التي يضعها سموه، مازال بعيد التحقيق. ورغم إيماننا مع سموه بأن السياحة الداخلية تمثل خيارا استراتيجيا لمواجهة تحديات سوق العمل المحلية، ويمكن أن تكون المحرك الرئيس المولد لفرص العمل خلال السنوات المقبلة. وبأن القطاع السياحي في المملكة متى ما تم احتضانه أسوة بالقطاعات الاقتصادية الأخرى سيجعل المملكة أهم تجربة سياحية في المنطقة وستتفوق في استقطاب المواطنين وهم المستهدف الأول. لكن يدرك سموه أيضاً أن تطوير هذا القطاع وتشجيع رجال الأعمال على إقامة مشاريع سياحية يستلزم ضمانات بأن لا تنتهي استثماراتهم إلى المجهول. فأكبر تحدٍ للسياحة هو «العقلية» التي تنظر إلى هذا القطاع بالشك والريبة، وترى في تلك النشاطات مثالب يجب درؤها حتى لا تقود إلى مفاسد غير محسوبة .. الخ. أما التحدي الأكبر لقطاع السياحة - في رأيي - فهو «مذبحة الآثار» التي أمعن فيها البعض للمباني الأثرية، بل ولمواقع إسلامية تعود إلى عصر الرسالة. فلقد جعل البعض إزالة تلك الآثار مُهمة مُقدسة يقتنصون كل الفرص في غياب الأنظمة لهدمها. لذا فإن توجيه سمو الأمير نايف بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية أصحاب السمو الملكي أمراء المناطق بالتأكيد على الجهات ذات العلاقة بعدم إزالة أي مبنى تراثي إلا بعد التنسيق مع الهيئة العامة للسياحة والآثار، هذا التوجيه الذي جاء بعد أن أزيلت كثير من المواقع الأثرية الإسلامية التي تعود إلى عصر النبوة، قد يحمي - على الأقل - ما تبقى من تلك الآثار الغالية. ومن المؤسف أن نجد أن اليهود يحاولون أن يجدوا أي أثر يثبت وجودهم في القدس وفي فلسطينالمحتلة قبل آلاف السنين، حتى أنهم لا يتورعون عن الحفر تحت أساسات المسجد الأقصى وهو ما يهدد المبنى وقد يؤدي إلى هدمه لبناء «هيكل سليمان» المزعوم مكانه؟! أما نحن فنعمل على هدم، وطمس، وإخفاء كل أثر إسلامي أو نبوي تحت شتى الحجج والتخرصات. وما أخشاه أن يأتي اليوم الذي لا نجد فيه أيا من تلك الآثار التي تبذل بلاد العالم الغالي والرخيص للإبقاء عليها. حتى أنني حمدت الله أن نجح السلاطين العثمانيون في الاستيلاء على بعض تلك الآثار التي لو تركت في مكانها لكانت اليوم أثرا بعد عين!! نافذة صغيرة: [إن مواقع التراث العمراني المنتشرة في كافة مناطق المملكة هي شواهد حية على عراقة الحضارة ومشاركة الآباء والأجداد في بناء هذا الوطن، مما يجعل تلك المواقع تستحق الكثير من العناية والاهتمام من المسئولين والمواطنين على حد سواء ... ] سلطان بن سلمان. [email protected] للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (6) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain