سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
التطوير هو سمة الرقي للأفضل تسهيل أمور المراجعين وأصحاب الحقوق واجب ديني ووطني، يسعى إليه كل مسؤول مناط به أمر من أمور المسلمين، ويجب ألا يقصر في خدمتهم، حتى نحقق رغبة المليك
خدمة المواطن وتسهيل أموره في شتى مناحي الحياة هو الهاجس الأول لراعي نهضة هذه البلاد خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين وحكومته الرشيدة، فتسهيل أمور الناس، وإنجاز معاملاتهم، ورفع المعاناة عنهم، مطلب أساس ندبه الشارع العظيم وحث عليه صاحب القلب الرحيم - صلى الله عليه وسلم – حيث يقول: " من تولى من أمر المسلمين؛ فاحتجب عن حاجتهم وفقرهم، احتجب الله عنه دون حاجته". وبالأمس وصلتني رسالة على الجوال تفيد بأن سريان مفعول رخصة القيادة أوشك على الانتهاء، ويجب المسارعة للتجديد، وبالفعل توجهت لإدارة المرور في دلة ولم يستغرق وقت التجديد أكثر من خمس وعشرين دقيقة، بما فيها مكتب الخدمات خارج نطاق المبنى، وفيه تعبأ الاستمارة، وتدفع الرسوم، وتجهز الأوراق، وهذا يأخذ (15 دقيقة) لشدة الزحام، ثم يتجه طالب الخدمة لداخل المبنى لإجراء الكشف الطبي ، ثم يذهب لاستلام الرخصة وهذه الأخيرة لا تأخذ أكثر من عشر دقائق. إن التطوير في أداء الخدمات، وتسريع معاملات المواطنين والمقيمين، والذي شمل معظم قطاعات وزارة الداخلية مثل: الجوازات، والأحوال المدنية، والمرور، مدعاة للتقدير، وإن كان هناك بعض المنغصات من بعض مقدمي الخدمة الذين يعيقون العمل ويسيئون للجهة المقدمة للخدمة، ولكنهم قلة ولله الحمد، وهؤلاء موجودون في كل مكان، وفي كل مؤسسة وكل قطاع عام وخاص، فطبيعة البشر أنهم مختلفو المشارب والنوعيات، فمنهم من يؤدي عمله بكل تفان وإخلاص ويكسب بذلك رضا الله ثم رضا الناس، ويُثنى عليه بالخير، ومنهم من أخذ النكادة مسلكا، يتلذذ بتعذيب الناس، ويعقد الأمور، ويعرقل العمل السهل، حتى يجعل منه صعبا، ليرهق كاهل المراجعين بكثرة الطلبات، ويشق عليهم، وهذا النمط هو الذي يحتاج إلى تطوير، وتدريب، وتهذيب للأنفس التي اعتادت الإساءة للآخرين. إننا نطمح في المزيد من الخدمات الراقية، التي تريح الناس، وترفع المشقة والمعاناة عنهم، وأن تصبح الخدمة ميسرة في كل إدارة وجهة خدمية مسؤولة، وفي ومتناول الجميع، حتى نصل للقمة وهو تقديم خدمات دون الرجوع للجهة المختصة، إما عن طريق المراسلة بالبريد، أو باستخدام التقنية الحديثة (الانترنت)، دون الانتقال من مبنى لآخر، أو التردد على الجهة المراد زياراتها، وذلك تسهيلا للمواطن، وتيسيرا للجهة في التخفيف من الزحام وتكدس المراجعين. إن توجيه خادم الحرمين الشريفين الدائم ،وحرصه الشديد – حفظه الله – وتذكيره للوزراء والمسئولين في جميع القطاعات، وفي كل مناسبة، برفع المشقة عن الناس، وإنجاز معاملاتهم في أسرع وقت، بعيدا عن البيروقراطية، والتعقيد، والتعطيل. كلنا أمل في أن يحذو تجّارنا ، في الأخذ بهذا التوجيه الكريم، ورفع مشقة الغلاء عن كاهل الناس، والترفع عن الاحتكار، والمغالاة في الأسعار، كما نذكّر بعض القطاعات الخدمية وعلى رأسها: صندوق التنمية العقاري، والمحاكم الشرعية، وغيرها من الجهات الخدمية التي تتأخر فيها المعاملات ولا تنجز إلا بعد عدة سنوات من التطويل غير المبرر حتى يمل الناس من كثرة المراجعة، ويصابوا بالإحباط وترك المطالبة وضياع الحقوق. إن تسهيل أمور المراجعين وأصحاب الحقوق واجب ديني ووطني، يسعى إليه كل مسؤول مناط به أمر من أمور المسلمين، ويجب ألا يقصر في خدمتهم، حتى نحقق رغبة المليك، ونسعى جاهدين في الوصول إلى تنمية مستدامة فاعلة تخدم جميع المواطنين والمقيمين على تراب هذا الوطن. وفق الله الجميع لكل خير. [email protected] [email protected]