*يقول حبيب الحبيب الفنان الجميل في أحد المشاهد من (برنامج واي فاي) أنه قرر الانتحار بعد معاناته مع البطالة التي فرضت عليه البقاء ثلاثين عامًا ذاق فيها الكثير من الظلم والقهر الاجتماعي، والمثير في الموضوع أنه أراد أن يثبت للعالم كله وبالأحرى الذين يكتبون في الصحافة أنه في كامل قواه العقلية حين حمل في يده التقرير الطبي كدليل قاطع، لكيلا يقولون عنه بأنه مجنون، والمضحك أنه حين قرر أن ينتحر من أعلى جسر في المدينة وقف له حظه السيئ بالمرصاد، حيث وجد أن الجسر يحتاج إلى صيانة ولمدة ثلاثة أشهر، الأمر الذي رده عن قراره، وظل هكذا يبحث عن جسر ليلقي بنفسه للأرض ويموت منتحرًا ليتخلص من واقعه المرير مع البطالة، وهو مشهد كان رائعًا بحق، إلا أنه أغضبني حين تناول الصحافة بكلمات هي ليست في محلها أبدًا، والكل يعلم أن إعلامنا يتطور ويتناول معظم القضايا بشفافية تامة، وهي خطوة تُحسب لنا لا علينا، وإن كُنَّا نحلم بالمزيد.. لأعود لقضيته التي هي البطالة والتي بلا شك هي قضيتنا، كما أنها هاجس جميع المسؤولين وهي في ذهني وكل الزملاء الذين يكتبون من أجل هذا الوطن...!!! * ومن حبي وإعجابي بك أهنئك يا حبيب على روعة ما تقدمه، وبكل أمانة أتمنى أن تتضافر الجهود كلها لننتهي بالحلول التي نريدها أن تأتي على عجل لكيلا تكون (البطالة) القلق والتعب الذي يلازمنا للأبد، ولا أجمل من أن تكون أنت وكل رفاقك الذين يعملون في الفن هم الصوت الآخر الذي يحمل هموم بنات الوطن وأبنائه الذين تعبوا في التعليم وانتظروا كثيرا صاحبة الفخامة (الوظيفة)، هذه المعضلة التي كم كتبنا عنها بجرأة مطلقة، وبإمكاني أن أبرهن لك من خلال أرشيف هذه الجريدة الذي بالتأكيد يحوي كل كلمة كُتبت في هذا الموضوع، وأظن أننا وصلنا للهدف من خلال ما نراه ونلمسه في تعاطي الجهات المعنية مع هذا الوحش الكاسر والمعاناة الكبيرة، وقبل أن أنتهي أريد أن أقول لك: كُن معنا لكي نصل للهدف وقدم للمشاهد (المسؤول) كل ما تراه يخدم القضية، ولا أجمل عندي من أن تقدم القضية بأسلوبك المضحك المبكي، وثق أن الصحافة هنا بيضاء تسرك وكل القراء لا صفراء كما ذكرت، فهل وصلت الرسالة..؟! أتمنى ذلك...!!! * (خاتمة الهمزة).. من الجرح وحده يُولد الأدب، ويُخطئ من يعتقد أن الكاتب إنسان يعيش بعيدًا عن الحقيقة.. وهي خاتمتي ودمتم. [email protected]