· كنت أتمنى من أخي الدكتور عبدالعزيز الصويغ أن يكتب اسمي في مقاله المعنون (جحود شباب مصر) لأنه ببساطة من حقه أن يختلف في الرأي أو يتفق معي كما لا أظن أن أحداً يحب إيذاء الآخر أو قتله لمتعة القتل وبكل أمانة أعي أنني أكتب وكلي يتمنى أن يصل للقارئ من خلال الكلمة الرصينة الهادئة واضعاً في ذهني خوفي على وطني قبل الكتابة وفي حضور الثورات كنت أحاصر الجمل باللاءات القاتمة متمنياً أن أكون قادراً على أن أقنع كل الناس كما أنه كان بإمكاني أن أكون أي شيء أو لاشيء أو بعضا من مخلوق لا يتألم ولا يهتم مثلي مثل كل النوافذ العتيقة تلك التي نبتت في ثنايا الجدران وبقيت في مكانها تودع الشمس وتستقبل الشمس حتى شاخت، وبدا عليها الشحوب والهرم، والفرق شاسع بين أن تكتب للناس بلغة أنيقة وبين أن تقتل اللغة بالمفردات الباهتة، وبالرغم من حرصي على أن أحقق للقراء من خلال الكلمة بعض ما يهمهم إلا إنني أحزن جداً حين أجد قارئاً يلومني ويأمرني بأن أكتب له عن التعب وهو لا يدري عن أن الكتابة تقتلني في أحايين كثيرة كما يستحيل أن تكون كما يريدها هو ..! واعلم جيداً أن متاعب الصحافة كثيرة، خاصة حين تنتهي بالموت ولا أحد يعشق الموت، هذه المهنة التي تحملك تجاه الممكن والمستحيل دون أن تعي أن قلمك ربما يقتلك ذات يوم وحين تجد الثناء تفرح، لكن المحزن أن تجد أثناء السير من يحاول النيل منك بطريقة تصل لممارسة الوصاية على الآخر، وتطلب مني “التأدب مع الكبار” وأعي أنني أكبر من أغضب لأنني أعلم أن الطلقة الفارغة يستحيل أن تعبر النافذة للخارج لأنها تموت في الوهلة الأولى، لننتهي في حضور الرأي الذي يصر على مصادرة الرأي الآخر، دون أن يعي أن الرأي حالة تنتشي بالحوار الهادئ!! لأقول أنني أكبر من أن أتأذى من رجمة كهذه، وفي هذا أدب يحمل شيئاً من فرح، والتمس العذر للدكتور الصويغ الذي بدا متأثرا بالثورة التي تحولت من مفردة بالتاء المربوطة إلى رصاص ودماء وموت ودمار وحصار وواقع مخيف، تعيشه بعض الشعوب العربية والسبب غياب العدل والديمقراطية..! · خاتمة الهمزة.. الحرية كلمة والأدب كلمة والنقاء كلمة والثورة كلمة ولا غرابة في أن يحاصرك الشر في زمن الانجراف نحو الشر هذه خاتمتي.. ودمتم. [email protected]