دارت اشتباكات عنيفة أمس في عدد من أحياء حلب بين المقاتلين المعارضين والقوات النظامية، التي بدأت أمس الأول هجومًا لاستعادة السيطرة الكاملة على المدينة، من دون أن تحقق أي تقدم، غداة يوم شهد مقتل 168 شخصًا، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. وأشار المرصد في بيان إلى أن أحياء باب الحديد والزهراء والعرقوب ومخيم الحندرات في مدينة حلب (شمالا) تشهد اشتباكات عنيفة، بينما تسمع أصوات انفجارت في عدة أحياء أخرى، وشوهدت المروحيات في سماء حيي صلاح الدين وسيف الدولة. من جهته، عبر موفد الجامعة العربية والأمم المتحدة لسوريا كوفي عنان عن قلقه من «معركة وشيكة» في مدينة حلب العاصمة الاقتصادية للبلاد، وذلك في بيان نشر مساء الأول في جنيف. وقال عنان «إنني قلق من معلومات تفيد حشد القوات والأسلحة الثقيلة حول حلب بشكل كثيف، استعدادًا لمعركة وشيكة في أكبر مدينة في سوريا». ودعا عنان مجددًا الأطراف المعنية للعمل على حل سياسي. وقال عنان «إن التصعيد العسكري في حلب وجوارها يظهر ضرورة اتحاد المجتمع الدولي لإقناع الأطراف (المعنية) بأن وحده الانتقال السياسي الذي يقود إلى تسوية سياسية سيحل هذه الأزمة، وسيحمل السلام إلى الشعب السوري». من جهته، قال عبدالباسط سيدا رئيس المجلس الوطني السوري إن التحرك المقبل لإنهاء الوضع الحالي في سوريا يجب أن يتم من خارج مجلس الأمن، وتحديدًا من خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة. وقال سيدا في مؤتمر صحفي عقده بوقت متأخر أمس الأول بالعاصمة الإماراتية، أبوظبي «سيتحمل الأصدقاء والحلفاء مسؤولية المجزرة التي هي بصدد الوقوع في حلب، في حال لم يتخذوا إجراءات سريعة للحيلولة دون ذلك». وأضاف سيدا «الثوار يقاتلون حاليا باستخدام أسلحة بدائية مقابل الأسلحة الثقيلة التي يستخدمها النظام السوري، ونحن بحاجة ملحة إلى أسلحة لمواجهة المدرعات والطائرات». وأوضح سيدا، الذي التقى وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، حيث بحث معه مجمل الأوضاع في سوريا وتشكيل حكومة انتقالية، أن هناك تواصلاً مع الأشقاء في دولة الإمارت العربية المتحدة، وأن بعض الأفكار سترى النور قريبًا بهدف دعم الشعب السوري. وأكد سيدا، أن وتيرة الانشقاقات قد ازدادت في المؤسستين العسكرية والسياسية بسوريا، مرحبا بانشقاق العميد مناف طلاس عن الجيش السوري، وقال إنه يشجع الجميع على اتخاذ خطوات مماثلة، ومتوقعًا حدوث مزيد من هذه الانشقاقات في صفوف النظام السوري. وفي مدينة حمص، وسط سوريا، لفت المرصد إلى أن اشتباكات تدور بالقرب من قيادة الشرطة بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين، أسفرت عن سقوط مقاتل معارض. وفي محافظة ريف دمشق، استمرت الحملة على بلدة معضمية الشام التي شهدت أمس مقتل 29 شخصًا. وقد واصلت القوات النظامية حملات الدهم والاعتقال، بحسب المرصد الذي أشار إلى مقتل مدني برصاص قناص في بلدة عربين. وجنوبًا، تعرضت بلدات الحراك والغريا الغربية والكرك الشرقي في درعا للقصف من قبل القوات النظامية. وقال المرصد إن «اشتباكات عنيفة تدور قرب مقر الجيش الشعبي في مدينة إدلب (شمال غرب)، بينما قتل مدنيان إثر القصف الذي تعرضت له بلدة حيش في ريف إدلب. من جهتها ذكرت الهيئة العامة للثورة السورية أن القوات النظامية في حماة (وسط)، اقتحمت العوينة وحيالين والشيخ حديد وبريديج في سهل الغاب «وسط إطلاق نار كثيف ومحاصرة كفرنبودة من كل المداخل وقصفها بالرشاشات الثقيلة واقتحام قرية المغير وهدم العديد من المنازل».